يشهد العالم الان اهتماما متزايد بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، نظراً للتحديات البيئية والاقتصادية التي ألقت بظلالها علي مختلف القطاعات في هذا العصر وخاصاً علي قطاع العمارة، والعمارة بشکل عام تتکون من عناصر معمارية بالإضافة الى بعض المفردات التکميلية التي تقوم بدور جمالي ووظيفي في الفراغ المعماري لتعطي الاحساس بالراحة والجمال وتکون مترابطة مع بعضها البعض معمارياً، وقد وجد أن کلا من المادة أو الخامة تمثل جوهر العملية الابداعية والخلق المعماري حيث يستخدمها المصمم لتنفيذ أفکاره وتجسيدها، وذلک عن طريق التعامل مع خصائصها ومواصفاتها للوصول إلى جمالياتها التي تساعده في ابتکار صياغات فنية جديدة.
يعد الزجاج من المواد التي تتميز بتعدد تقنياته ذات الإمکانيات التشکيلية المتنوعة التي تحفز المصمم على التخيل والابتکار، حيث تترک التقنية أثراً عميقاً على الفکر المعماري الذي يتأثر بما حوله من متغيرات سواء کانت ثقافية، دينية، وبيئية، لذلک يسعى البحث إلى توظيف تقنيات الزجاج المختلفة مثل تقنية (الزجاج المعشق بالرصاص، الموزاييک، النحت الزجاجي) لخدمة العمارة الخارجية وأغراضها، وذلک من خلال دمج الزجاج مع الاخشاب الطبيعية في هيئتها الأولية وتطويع الخامة لخدمة العملية الابداعية وانعکاس ذلک على العمارة المعاصرة، وتمثلت مشکلة البحث في التساؤل هل يمکن الاستفادة من تقنيات الزجاج المختلفة في انتاج عناصر معمارية أوتکميلية بصياغات تشکيلية جديدة صالحة للحدائق العامة؟ کما يهدف البحث الى توظيف الخامات البيئية المتمثلة في الاخشاب الطبيعية لتحقيق الاستدامة البيئية بجانب القيمة الجمالية وذلک من خلال تمازج مادة الخشب الطبيعية والمتجددة مع مادة الزجاج الصديقة للبيئة لتحقيق إدارة أفضل للثروات الطبيعية والتقليل من حجم الأضرار المؤثرة على البيئة، کما جاءت أهمية البحث بتقديم أفکار تصميمية معاصرة تعتمد على استخدام الزجاج وتقنياته المختلفة کمحدد تصميمي أساسي في تکوينها، ودمجه مع الاخشاب الطبيعية بطريقة تتناسب مع الحدائق العامة، لمعرفة کيفية الوصول إلى تحقيق مفهوم الاستدامة من خلال التوظيف الأمثل لهذه المواد