يشکل الإيقاع نقطة الالتقاء بين الفنون المختلفة والعامل المشترک فيها، وتأتى جمالياته من بنائية عناصر التکوين للعمل الفني والتى تظهر في عمليات وأسس البناء کالتکرار والتغيروالتنوع والتماثل والتطابق والتشابه والتناظر...الخ، والتى تتشکل ضمن مکونات کل عمل فني نحتى مبتکر على المستوى البسيط أو المرکب .
ويستمد العمل الفنى مفهوم الإيقاع وجمالياته من مظاهرالطبيعه وأنساقها،ومن الطبيعي في مجال التشکيل عامة والجداريات النحتية بوجه خاص أن يتحقق الترابط بين أجزاء العمل الفني خلال إيقاعات الخط والشکل واللون والملمس والصياغة ، وان في استمرار هذا الترابط والتفاعل تکمن جماليات الإيقاع الکلي للعمل الفني ، وهنا تتضح العلاقة بين توظيف التکرار کوسيلة للتنظيم وبين تحقيق نوعية من الإيقاع ،وتنشأ العلاقة التناسبية بين مفردات الجدارية النحتية في بنيتها النابعة من جملة من الأشکال فى نظام تناسبى حيوى يوحي بتلک الأسس المنهجية والمنطقية التي تقوم عليها، ولکنها في الوقت ذاته تشرع لوجود حرکة لا على مستوى البناء فحسب، وإنما تتعدى ذلک إلى العلاقة القائمة بين مکوناتها الشکلية والجمالية فى الوقت ذاته.
ويهدف البحث إلى التعرف على أثر جماليات الايقاع الحرکى فى الجداريات النحتية بالجمع بين العضوى والهندسى من خلال دراسة تطبيقة ، وقد توصل البحث إلى عدد من النتائج من أهمها: إن الجداريات النحتية بمنظورها الحديث هى التي تتوافق فيها عناصر الإيقاع الحرکى من حيث الشکل والمضمون بالقوة نفسها، کما المعالجة الفنية في تنسيق بنية الأشکال فى الجداريات النحتية على أسس جمالية بعيدة عن الرتابة تکمن في توافر الإيقاع الذي يبرز من خلال التنوع الذى يکفل لعين المشاهد الخروج من محنة تکرار ورتابة الأشکال .
الکلمات المفتاحية: جماليات – الايقاع الحرکى-الجداريات النحتية - العضوى - الهندسى