تعتبر النوستالجيا من أهم المفاهيم المؤثرة في الاستقطاب السياحي لما تمثله من دافع قوي لاختيار السائح لوجهة سفره في المقام الأول، وإعادة تکرار تجربته في المقام الثاني، حيث يلجأ السائح إلى الهروب المؤقت من واقعه الحاضر، والبحث عن تجربة فريدة، بل والسعي إلى معايشتها مرة أخرى. وتتمتع مصر بحضارة عريقة وتراث زاخر يهيئ لها ميزة تنافسية لخلق بيئة محرکة لمشاعر النوستالجيا لدى السائحين. وفى هذا السياق لا بد من إيجاد نمط يبرز ويؤکد الهوية المصرية في مکونات التصميم الداخلي للفنادق السياحية وعدم الاکتفاء بالشکل المعماري الخارجي فقط، وذلک لإحداث نقلة نوعية في تصميم المنشآت السياحية بمصر. وتتمثل مشکلة البحث في کيفية إيجاد حلول غير مألوفة لتنشيط السياحة في مصر وخاصة بعد جائحة کورونا التي تسببت في رکود الحرکة السياحية في جميع أنحاء العالم. ومن هنا تأتى أهمية الدور الذي يلعبه المصممون في ربط الحضارة والتراث والفنون معا من أجل تحقيق تنمية سياحية مستدامة، فالمصمم هو حلقة الوصل بين إرث الماضي ومتطلبات الحاضر. ويهدف البحث إلى وضع رؤية يمکن من خلالها تصميم غرف فندقية تحمل طابع تراثي مصري متقن يحاکي أدق التفاصيل وکأنه صور مطابقة من الماضي .ويفترض البحث أن إحداث التکامل بين المصمم الداخلي ومصمم طباعة المنسوجات لمحاولة استنساخ التصميمات الداخلية وتصميمات المنسوجات من العصور والطرز المصرية القديمة ومحاکاة الواقع التاريخي يخلق تجربة حقيقية ملموسة تجعل السائحين في حالة تعايش کاملة مع مفردات التراث المصري، وتترک بصمة عميقة في أنفسهم و تثير مشاعر الرضى وتزيد ارتباطهم بالمکان. وقامت الباحثتان بتقديم فکرة تصميمية لغرفة فندقية قائمة على محاکاة عناصر من أصل التراث المصري في ضوء فلسفة النوستالجيا کتصور جزئي لفکرة البحث.