في ظل التقدم العلمي والتکنولوجي وفي اعقاب الثورة الرقمية ظهرت اِتجاهات تصميمية حديثة، مبنية على أسس وأفکار جديدة من حيث الشکل والمضمون شکلت رؤي مستحدثة للأسس والتقنيات التشکيلية کان لا يمکن ان يصل إليها المصمم في ظل أدواته التصميمية التقليدية.
وقد استطاعت التکنولوجيا الحديثة ان تثبت مقدرتها على إعادة صياغة التصميم برؤي جديدة وغير تقليدية، وفتح أفاق جديدة کانت من دروب الخيال في الانظمة التقليدية، فالتکنولوجيا الرقمية قدمت حلولا عظيمة لکثير من الصعوبات التي کانت تحد من الابداع في التصميم، وقد منحت هذه التقنيات ومنها على الأخص تأثيرات الخلل الفني وهي تقنية حرکة الصورة على جهاز الماسح الضوئي اثناء التصوير والتي تتيح للمصمم قدرة غير محدودة للتحکم في حرکة الصورة، بالإضافة الي القدرة على توليد العديد من الافکار للحرکة التخيلية التي تنتج من خلال اهتزاز وتشويش الصورة البصرية محققه حرکة ديناميکية فتحول الصورة الي قطعة فنية فريدة من نوعها، ومن ثم صياغتها وترجمتها في التصميم مما يجعل التصميم أکثر حرية وبالتالي تتسع دائرة الإبداع لتخلق غايات وأساليب مبتکرة في معالجة التصميم.
فتقنية فن الخلل الحديثة فتحت العنان امام المصمم حيث أصبح لا حدود للإبداع والانتقال الي مفاهيم جديدة في التصميم تحقق الإبداعية، وکانت لها الاثر في قيام العديد من الاتجاهات والتيارات الحديثة التي تعتمد على العفوية والتجربة والخطأ.
ومن هنا ظهرت مشکلة البحث في کيفية الکشف عن أساليب وتقنيات جديدة تسمح بتحفيز الابداع وتحقق الحرکة الديناميکية للصور التصميمية مما يتيح للمصمم إمکانية تحقيق تصاميم تحاکي الاتجاهات العالمية، وهذا ما يمکن اعتباره مدخلاً تجريبياً يفتح افاقاً جديدة للممارسات الإبداعية التصميمية.
وأخيرا يختتم البحث ببعض النتائج والتوصيات ومن أهم النتائج هي تسليط الضوء على المعالجات التکنولوجية الحديثة لفن الخلل لما لها من أثر إيجابي في مواکبة التغيرات ومعطيات الاتجاهات الفنية الحديثة، ويوصي البحث بأهمية الاستفادة من التطور العلمي والتقني للمعالجات الفنية لفن الخلل لتحقيق الحرکة الديناميکية وابتکار حلول تشکيلية جديدة في التصميم تواکب الاتجاهات العالمية.