فن الترکيب هو أحد تيّارات الفن المعاصر حيث يقوم الفنان فيه بتنظيم مکان،عن طريق إضافة عناصر وتراکيب معينة من الخامات المختلفة بوضعها أو بتعليقها في الفراغ،والتي يمکن أن تکون في کثير من الأحيان غير منسجمة بشکل منطقي ويستطيع المشاهد الدخول للمکان والتجول فيه کما لو کان جزءاً منه، ويمکن استخدام الحرکة والموسيقى للتعبير عن الموضوع، ليکون هذا التيّار الفني شکلا فنيا متعدد التخصصات.
يعتبر البحث خطوة هامة نحو دراسة الدور الإيجابي للمتلقي في العمل المرکب في القرن الحادي والعشرين،فعلاقة المتلقي بالعمل الفني کانت دومـا مســــارا للاهتمـام. فقد أوجد الفن المرکب نوعا فنيا مختلفا،يمکنه أن يوظف للعرض المسرحي فيصبح المتلقي جزءا من العمل فور دخوله لهذا الفراغ فالفنان لا يبتکر أو يبدع شيئا منفصلا ومغلقا،بل يصنع شيئا ليجعل المشاهد أکثر انفتاحا وأکثر وعيا بنفسه وبيئته وهذا أهم ما يميز العمل المرکب فيستطيع العمل المرکب أن يحول الفراغ إلى بيئة مکانية ملائمة للعرض الحي عن طريق التکامل بين الکتل النحتية، واللون في المناظر مع الإضاءة،وإدخال عنصري الزمان والمکان کخامات أساسية في العمل الفني والتوافق مع کمية الفراغ مع قدرة عالية على الحرکة والمرونة.على ذلک فإن تلک البيئة التي يصيغها خيال الفنان من خلال العمل المرکب تظهر رغبته في تسجيل لحظة ما،وإبداع شــئ مختلف،کما هو الحـــال مع الثقافـــة واحتياجاتــها المتغايرة.
فن الترکيب التفاعلي يدخل فيه الجمهور داخل العمل للتعامل مع عناصر وتکوينات فنية تفاعلية مختلفة تبدي تجاوبا مع تفاعل الجمهور معها مما يؤدي إلى حدوث حالة فنية ،حيث يصبح لدى الفنان اهتمام خاص في استخدام مشارکة وتفاعل الجمهور لتفعيل واکتشاف معنى لعمله المرکب هناک العديد من الأعمال المرکبة ذات الطبيعة الخاصة والتي تحتوي في خصائصهــا علـى سمـات العرض المسرحـي الذي يتفاعـل فيه الجمهور مع العرض حيث يوضح البحث الحدود الفاصلـة بين العمل المرکب والسينوغرافيا بافتراض أن العمل المرکب إذا توافرت فيه عناصر السينوغرافيا فبالتالي يقدم هذا العمل المرکب عرضا حيا ولا يکون غرضه فقط الغرض التشکيلي.بمعنى أن فن الترکيب يقوم بتبديل الأماکن والفراغات بکيفية خاصة لتکون صالحة لتقديم عرض يتفاعل معه الجمهور حيث في کثير من الأحيان يکون الجمهور هو المؤدي،أي التداخل بين الفنون من خلال العمل المرکب لخلق حالة مسرحية.
ويکمن الهدف من البحث حول إيجاد التکامل والعلاقة التبادلية بين السينوغرافيا وفن الترکيب،أيهما يؤثر في الآخر؟هل يتأثر تصميم السينوغرافيا بفن الترکيب؟ أم هل تتطور الأعمال المرکبة لتتجاوز نطاق هدفها وتنتقل إلى کونها حالة مختلفة من الأداء تقترب من العرض المسرحي ؟ من خلال تلک الفرضية تحاول الباحثة استکشاف تلک العلاقة التبادلية وإيجاد بعض النتائج التي قد تکون بداية جديدة لتطور العروض المسرحية في القرن الحادي والعشرين .