مُلخَّص البحث: لقد برع فَنَّانُو الحضارة الإسلامية في فنون العمارة بکل أشکالها، وذلک لأنهم فهموا جيداً نماذج العمارة والتصميم الداخلي في الحضارات السابقة ثم طوروها بما يتناسب مع عقيدتهم ودينهم ، ثم أبدعوا بعد ذلک نموذجاً إسلامياً خاصاً بهم ، ولعل التصميم الخارجي والداخلي لعمارة القصور والمستمد من فنون الحضارة الإسلامية على اختلاف عُصُورهَا التاريخية کانت ولاتزال علامة مميزة وقيمة بارزة يقدرها کل فنان أو مؤرخ أو حتى رجل عادي محب للفنون مثل الأمير" مُحَمَّدْ عَلِي تَوْفِيقٍ" ، هذا الأمير الذي عشق الفن وجعل من قصره (قصر المنيل) تحفة فنية وصورة حية حقيقة خالية من أي تحريف لنماذج فنية ومعمارية لم نعاصرها ولکنها انتقلت إلينا ، فاتَّسَمت جميع مکونات القصر بخصائص فنية وجمالية، والتي عبرت بصدق عن جماليات الفکر الفلسفي للفنون الإسلامية.
فلقد قدم فَنَّانُو الحضارة الإسلامية حلولاً جمالية مغايرة اختلفت عن الأفکار الجمالية السائدة في الحضارات السابقة، والتي يمکن اعتبارها تغيراً جوهرياً وجذرياً للفکر الجمالي، ذلک الفکر الذي جاء بمثابة ارْتِقاء بالإبداع مستوحى من عقيدة التوحيد، ومن خلال أشکال وحدات وعناصر معمارية وزخرفية هندسية وطبيعية جاءت مُجَرَّدَةً وحتى غير المجرد منها أَخْضَعَ لصياغات، وأدمج في تکوينات لا تستهدف الشکل المباشر في إنشاء التصميم، وإنما تستهدف النظام التجريدي الکامن الذي يعبر عنه هذا التصميم.
ومن هذا المنطلق فإن التقييم الجمالي لعناصر التصميم الداخلي لبهو الاستقبال (بهو النافورة) في سراي الإقامة بقصر الأمير " مُحَمَّدْ عَلِي تَوْفِيقٍ " يدل احتواء ذلک الفراغ على القيم الجمالية الآتية (التکرار- الإيقاع - التجريد - الوحدة والتنوع - اللون - النسب والتناسب - الاستقرار الشکلي - التناقض - التنوع والتعددية) والتي تميزت بها الفنون الإسلامية.