تعتبر العدسة بمثابة العين بالنسبة للکاميرا؛ فهي تعمل على تجميع الأشعة الضوئية المنعکسة إليها من المشهد الذي يتم تصويره، لتقوم بتکوين صورة لهذا المشهد على سطح الفيلم أو مستشعر الکاميرا. وبالتالي فلا سبيل للحصول على صورة جيدة، سواء أکانت ثابتة أو متحرکة، دون استخدام عدسة ذات کفاءة عالية. فلو عبرت الأشعة الضوئية المنعکسة من المشهد المصور، من خلال عدسة ذات أداء بصري سيء، فلن تستطيع الکاميرا مهما بلغت کفاءتها هي ومستشعرها، أن تنتج صورة جيدة. والحقيقة أن جميع العدسات ليست مثالية بصرياً، بمعنى أن الضوء النافذ من خلالها يحدث له نسبة من الفقد لا مفر منها، بسبب الانعکاسات على الأسطح الزجاجية المتعددة، التي تتکون منها العدسة. الأمر الذي يضاعف من أهمية تقييم واختبار کفاءة العدسة وقدرتها على نقل تفاصيل المشاهد المصورة بأساليب موضوعية. وتکمن مشکلة البحث في أن عدم تقييم العدسة قد يتسبب في العديد من المشکلات التي تؤثر بالسلب إما على استخدام العدسة أثناء التصوير، أو على جودة الصور التي نحصل عليها بواسطة هذه العدسة، مثل: مشکلة صعوبة استخدام العدسة بسبب التصميم السيء، إما لقصر مسار حلقة ضبط الوضوح، أو عدم نعومة وسلاسة وتجانس حرکة حلقات التحکم في فتحة العدسة وضبط الوضوح والبعد البؤري. ومشکلة نقص قدرة العدسة على ترجمة تباين contrast المشاهد المصورة، وضعف قوة تحديدها resolution. وکذلک عدم تجانس الأداء البصري للعدسة من مرکزها لأطرافها. ولذلک يهدف البحث إلى الوقوف على معايير تقييم العدسات المستخدمة في التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، سواء تلک التي تتعلق بجودة بناء العدسة، وکفاءة تصميم وحرکة آلياتها المختلفة، أو تلک التي تتعلق بکفاءة الأداء البصري للعدسة مثل: سرعة العدسة، وقوة تحديدها، وتباينها، وحدتها، وأقصى عمق ميداني لها، وکذلک خلوها من عيوب العدسات التي تؤثر بالسلب على الصور المتکونة بواسطتها.