الملخص: تقدم هذه الورقة منهجية علمية مبتکرة بغرض تحقيق الترابط بين التراث المعمارى والمعاصرة في العمارة بصورة عامة وذلک من خلال اجراء دراسة تحليلية لأمثلة من المباني العامة فى العمارة العمانية بغرض بيان دور التراث في تلبية احتياجات المجتمع من التصميم المعماري. وتتناول الدراسة ثلاثة أبعاد رئيسية وهى : البعد الأول: التراث، حيث القت الدراسة الضوء على انواع التراث وکذلک أهمية التراث بالنسبة للمجتمع مع توضيح للعوامل المختلفة التى تؤثر على تشکيل التراث المعمارى والعمرانى کالعوامل الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية، التشريعية، التعليمية، التکنولوجية. البعد الثانى: عناصر التراث المختلفة وفى هذا الجانب قامت الدراسة بتصنيف احتياجات المجتمع المختلفة من العمارة والتخطيط الى اربع احتياجات رئيسية وهى: اجتماعية، مناخية، بصرية، وتخطيطية، هذه الاحتياجات المختلفة فرضت مجموعة من الحلول والمعالجات المعمارية والتخطيطية على مستوى التشکيل العام للمبنى بصورة عامة، وکذلک على المستوى التخطيطى، هذه الحلول والمعالجات افرزت عناصر تراثية تتوارثها الاجيال. ثم انتقلت الدراسة الى بيان الاتجاهات المختلفة لتحقيق الترابط بين التراث والمعاصرة في العمارة من خلال البعد الثالث للدراسة. ثم قدمت الدراسة الآلية المقترحة لاتخاذ القرار التصميمي بغرض تحقيق التوافق بين العمارة المعاصرة والتراث المعماري والعمراني. وفى الدراسة التحليلية تم قياس اثر استخدام العناصر التراثية فى مجموعة من المبانى العامة المتنوعة الوظائف من العمارة العمانية من خلال بيان اثر العناصر التراثية المستخدمة فى تحقيق المتطلبات المختلفة. ولقد اظهرت الدراسة التحليلية أن المتطلبات المناخية والاجتماعية تلعب الدور الأکثر أهمية في المساهمة في تشکيل دور التراث في التصميم المعماري. إن فهم هذا الدور وخصائص التراث أمر ضروري لتحقيق التحضر والارتباط المعماري بين ما هو موروث (التراث المعماري) وما هو مستورد (العمارة المعاصرة) بحيث يعکس المنتج المعماري والعمراني التفرد ويستمد عناصره من التراث المعماري العماني ، بينما لا تتخلف عن الرکوب المتحضر المتمثل في المعاصرة