معظم اقسام العمارة لا تطبق التعليم التجريبي في تدريس المواد النظرية مثل مواد تاريخ العمارة، مما يخلق فجوة بين ما يتعلمه الطلاب في المواد النظرية والممارسات التصميمية للمعماري بعد التخرج. حيث يتم في بعض الأحيان تدريس بعض المقررات مثل مقرر تاريخ العمارة من خلال نهج موجه من المعلم قد يفقد الطلاب تجربة التعلم النشط والتجريبي.
نتيجة لذلک نجد في البيئة العمرانية المصرية مبانٍ مصممة باستخدام الطرز المعمارية ، اغبها من التصاميم الکلاسيکية ، دون مراعاة العوامل التقنية والجمالية والبشرية، إلا أن في الوقت الحاضر، الحکومة المصرية نشطة للغاية في بناء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر والتي تقع على بعد 45 کيلومترًا شرق القاهرة ، ومن المخطط أن تکون المرکز التجاري والمالي الجديد لمصر. تم التخطيط لوسط المدينة الجديد في العاصمة الجديدة لتکون "جاردن سيتي الجديدة" ، ليماثل وسط المدينة الجديد القاهرة الخديوية ومبانيها ذات القيمة المميزة من طرز النهضة، الکلاسيکية المستحدثة، الانتقائية، و الباروک المستحدث. و نظرًا لأنه لا يمکن فصل التعليم المعماري عن الممارسات المعمارية الحالية، تقدم هذه الورقة نتائج بحث تطبيقي قام به الطلاب في المقرر الدراسي "تاريخ العمارة - المستوى الثاني". والذي تم تدريسه في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي (٢٠١٨-٢٠١٩) في کلية الفنون الجميلة بالقاهرة ، جامعة حلوان ، مصر. طُلب من الطلاب اختيار مبنى تراثي ذي قيمة مميزة من القاهرة الخديوية ، وتحليله باستخدام مبادئ التصميم السبعة ، واقتراح تصميم لواجهتين لاحد المباني في قلب العاصمة الادارية الجديدة.
تهدف هذه الورقة إلى التعريف بنتائج أعمال الطلاب وتحليل تصاميمهم وأثر التعلم التجريبي في تنمية مهاراتهم الفکرية. تتضمن الورقة نتائج استبيان مصمم أجاب عليه الطلاب لتقييم التجربة والربط بين تاريخ العمارة والتراث والتصميم المعماري. يوضح البحث أهمية التعليم التجريبي وربط المقررات النظرية والعملية لتحقيق ممارسة معمارية أفضل.