ملخص البحث:
يـأتى تـعليم الـفن استجابـةً للظروف المتغيرة في العالم المعاصر. ويهدف البحث الحالي إلى الکشف عـن ارتباط المفهوم بـالصيـاغـات التشکيليـة المعـاصـرة في أعمال طـلاب کليـة التربيـة الفنيـة في بعض مقـررات النسيج الـيدوي والأشغال الفنية. ورکزتِ الباحثات على الثقافـة البصـرية کإحدى الرکائز الأساسية للمـفاهيـم الخـاصة بالعمليـة الإبداعية، من شأنها أن تـوسِّع المـعـرفة وتُـثري العـلاقـات، بوصفهـا مـدخلًا يعزز الروابـط بين جوانب الحيـاة المختلفـة والمُنتَج الفني بهدف تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.
وتناولتِ الباحثات بالدراسـة عددًا من المفـاهيم تمحورت حول مفهوم أساسي هو المحاکاة في الفن Appropriation ، وإعادة السياق (الصياغة) Recontextualization والتجاور Juxtaposition کمفهومين تابعَيْن له.
وقد أظهرتِ الدراسـة أن تـلک المفـاهيم التى يتبناهـا الـبحث تُعَـد مـدخلًا فکـريًّا وتشکيليـًّا کنقطة انطلاق يتحرک من خلالها ممارس الفن للتعبير عن أفکاره وخبراته.
وفى الإطار العملى للبحث، تم تصميم التجربـة وتطبيقهـا على عينـة من طلاب کلية التربية الفنية بالفرقتين الرابعة والخـامسة. ومن أهم النتائـج التى توصـل لهـا الـبحث أنـه يمکن طرح عمـل فني معاصـر في مجـالَي النسيج الـيدوي والأشغال الفنيـة وفقًـا لبعض الـمفاهيم، والتعبير من خلالها عن القراءات البصريـة للثقافات المحليـة والعالمية کمصدر لإثراء الفکر والتشکيل.
کما أوصي البحث بدراسة المفاهيم المختلفة لفنون ما بعد الحداثة وإدراجها ضمن البرامج والمقررات الدراسية لمختلف الفرق الدراسية. والاتجاه نحو المزيد من الدراسات حول المفاهيم المعاصرة والقيم الفلسـفية التـي تتضـمنها أعمال الفنانين للإفادة منها في صياغات تشکيلية جديدة بالعمل الفني. کذلک تحديث الاستراتيچيات التعليمية المناسبة فى ضوء مبادئ ما بعد الحداثة والمفاهيم المعاصرة.. على أن يؤخذ في الاعتبار الجوانب الذهنية والمعرفية والمهارية التى تؤدي إلى الممارسة الإبداعية من منظور متعدد الأوجه يرتبط بالمَخرج الفنى ومردوده المجتمعى فى إيجاد حلول لمشکلات التنمية المستدامة.