اهتم الأندلسيون بوضع الشواهد على قبورهم منذ فترة مبکرة تصل إلى ما قبل القرن 3هـ/ 9م-وفق ما وصلنا من شواهد قبور مؤرخة، وقد اختصت الأندلس في منطقة الغرب الإسلامي بثروتها الکبيرة والغنية من الشواهد، فمتاحف إسبانيا والبرتغال ثرية بالشواهد، وتضاف إليها يوميًا اکتشافات جديدة من هذا النوع، وقد قام ليفي بروفنسال E.Levi Provencal بدراسة الشواهد المتوفرة في الأندلس، وبناءً على الشکل والزخرفة قسمها إلى أربعة أصناف، وأخذ عنه هذا التقسيم توريس بلباس L.Torres Balbas
وقد ذکر بروفنسال أنه قد عثر على أقدم لوحتين قوسيتين في قرطبة، کانت إحداهما تخص أميرة مرابطية توفيت عام 496هـ/ 1103م-الشاهد موضع الدراسة-والأخرى تخص سيد من سادة المرابطين توفى في عام 517هـ/ 1123م، کما يوجد بمتحف قرطبة لوحة لضريح شيخ موحدي توفى سنة 587هـ/ 1191م وتظهر فيها الکتابة بالخط الکوفي في باطن القوسين المشکلين على هيئة العقد المعروف فنيًا بحدوة الفرس الحادة
وتقوم الدراسة بدراسة شاهد قبر مصدره مدينة قرطبة، ومحفوظ حاليًا بمتحف الآثار الوطنية بمدريد، مؤرخ في نصف ربيع الآخر سنة 496هـ/ 26 يناير 1103م، وهو عبارة عن قطعة مستطيلة من الرخام، والنقوش الکتابية منفذة عليه بالحفر البارز، وتصميم الشاهد يتخذ هيئة حنية المحراب المکونة من عمودين اسطوانيين على الطراز الکورنثي.
کما تقوم الدراسة بدراسة النقوش الکتابية المنفذة على الشاهد من حيث الشکل والمضمون، ودراسة التصميم الزخرفي للشاهد الذي على هيئة حنية المحراب، وأثره على تنفيذ النقوش الکتابية، وأيضًا دراسة الزخارف المعمارية والهندسية والنباتية المنفذة على الشاهد، مع محاولة تتبع مراحل ظهور التصميم الزخرفي للشواهد التي على هيئة حنية المحراب ببلاد الأندلس، ومدى تأثير هذا التصميم الزخرفي على شواهد قبور مدينة ألمرية على وجه الخصوص.