إن لمساحة مستشعر الکاميرا، تأثيراً بالغ الأهمية على جودة وکمية التفاصيل التي يمکن الحصول عليها في الصورة الفوتوغرافية أو السينمائية أو التليفزيونية، فکما هو الحال في الأفلام التقليدية، کلما کانت مساحة الصورة التي تکونت على مستشعر الکاميرا أکبر، کلما قلت نسبة التکبير اللازمة لها للحصول على أبعاد الصورة النهائية، وبالتالي ستکون التفاصيل والدرجات اللونية أفضل في الصورة النهائية، مما لو کانت الصورة الأصلية قد تکونت على مستشعر أصغر، مما يتطلب نسبة تکبير أعلى للحصول على الصورة النهائية. وتؤثر مساحة مستشعر الکاميرا کذلک على العديد من خصائص الصورة الرقمية، منها ما يتعلق بمظهر الصورة مثل: زاوية مجال الرؤية، وعمق الميدان. ومنها ما يتعلق بجودة الصورة مثل: مدى التباين الذي تستطيع الکاميرا تسجيله، ونسبة التشويش في الصورة. ولذلک تعتبر مساحة مستشعر الکاميرا من أهم العوامل التي تساعد على تقييم جودة أداء الکاميرات الرقمية، بل إنها قد تأتي في الأهمية قبل قوة تحديد الکاميرا resolution، حيث أن زيادة عدد بکسلات مستشعر الکاميرا، لا يعني بالضرورة زيادة جودة الصور التي تنتجها، بل قد يکون له تأثير عکسي في بعض الأحيان، إذا کانت مساحة المستشعر صغيرة. وتکمن مشکلة البحث في کيفية الموازنة بين مساحة المستشعر وبين قوة التحديد بما لا يتعارض مع جودة الصورة، وکذلک حساب زاوية مجال الرؤية للعدسة والتحکم في عمق الميدان مع المستشعرات ذات المساحات المختلفة. ولذلک يهدف البحث إلى دراسة تأثير مساحة مستشعر الکاميرا الرقمية على خصائص الصورة المتعددة من حيث: زاوية مجال الرؤية، وعمق الميدان، وقوة التحديد، ومدى التباين، والاستجابة الضوئية، ونسبة التشويش في الصورة. وذلک حتى يمکن التحکم بشکل کامل في خصائص الصورة، وکذلک تحقيق أقصى استفادة ممکنة من الکاميرا المستخدمة في التصوير.