تعتبر وسط أمريکا أهم المناطق المعروفة بتعدد الحضارات التي تضم مجموعة من الشعوب التي لها روابط ثقافية وتاريخية وثيقة اهتمت بعلوم الفلک وحرکات النجوم والکواکب بالإضافة إلي أنظمة الکتابة المعقدة المسجلة في المخطوطات وعلي جدران المعابد وتميزت التعبيرات الفنية بالتنوع ورکزت في الغالب على موضوعات دينية أو موضوعات اجتماعية وسياسية، أو بموضوعات ترتبط بالآلهة والأحداث التاريخية ، واعتمدت المنظومة الإجتماعية علي تشکيلات مختلفة تميزت بدرجة متزايدة من التعقيد الاجتماعي والسياسي لتصبح هذه الشعوب نتاجا لمزيج من القوة العسکرية والدبلوماسية ، وثرائها بالرموز الفنية والأيقونات والکتابات المعقدة بالإضافة إلي المعرفة الواسعة بعلوم الفلک ويمکن ملاحظة تنوع أشکال الفنون الذي ينم عن النضج والوعي من المبدعين.
حيث تم التوصل إلى أهداف ارتبطت بوجود الآلهة من أجل الوفاء بالمهام التي کشفت عنها هذه الآلهة ، وبدأ الفنان التوجه إلى جوهر الأشياء ليتعلم ويتأمل في وجود الکون ، وتقديم الشکر إلى الآلهة، وظهر ذلک في فنون متنوعة ما بين العمارة ، والرسم والمخطوطات والنحت،إلي أن وصلت لمرحلة الإنهيار حيث خضعت ثقافات الشعوب الأصلية تدريجيًا للحکم الاستعماري الإسباني مما أدي إلي تدمير جزء کبير من هذه الثقافة.
لقد اثبتت الحفريات والرسوم والجداريات التي تم العثور عليها في المواقع الأثرية ان هذه الشعوب حققت اقوي ازدهار لها ، ولم تعرف العصور التالية إلا حالات نهوض لامعة بهذا القدر أو ذاک لدرجة أن النصوص المتعلقة بشعوب" الأزتک" يمکن لها أن تنطبق بشکل واضح علي أساليب الحياة في المدن القديمة ابتداء من العمارة والرموز الهيروغليفية ، وحتي التنظيم الإجتماعي أو الطقوس الدينية ، وقد اتاح هذا الإنتصار الذي حققه علم الآثار إقرارعلاقة تواصل وثيقة مابين الکتابات والأعمال الفنية.