بعد أن استيقظ الملايين على حديث عن فيروس غامض يمکنه سلب البشر حياتهم، استخف الکثيرون بالأمر ، فلم يتخيل أحد أن يتحول ذلک الفيروس إلى کابوساً يطارد الجميع لفترة لا يُعرف مداها. و إلى جانب الخوف من العدوى، ساهم الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي في زيادة حالة القلق، فالإنغلاق القسري بين جدران البيت لعدة أسابيع، أمر غير اعتيادي يتسبب بالعديد من المشاکل والاعتلالات النفسية خاصة في التواصل مع الآخريين. ولم يسرق فيروس الکورونا أرواح الناس فحسب، وإنما أيضاً السلوکيات الجسدية، التي تساعد في إظهار التعاطف مع الآخرين والتخفيف من معاناتهم.
فقبل تطور التکنولوجيا وإنشاء الرموز التعبيرية عبر وسائل التواصل الإجتماعي، کان يعتمد البشر على لغة الجسد بشکل أساسي ، حيثُ إنّ 55% من التواصل يکون من خلال لغة الجسد و38% يکون من خلال نبرة الصوت و7% من خلال الکلمات.ولکن تسبب فيروس کورونا بتجريدنا من التقارب العاطفي، الذي نحتاجه أحياناً عند الشعور بالضعف، أو الوحدة، أو الخوف، واليوم نواجه صعوبة في رؤية تعابير الوجه وحرکات الجسم، بسبب ارتداء الکمامات الطبية والتباعد الإجتماعي .
حتى أن الأفکار الإعلانية اختلفت خلال الفترة الحالية وذلک من خلال اعتماد أغلب الشرکات على رؤيتها للمسئولية المجتمعية من توعية بإجراءات الوقاية من فيروس کورونا و التباعد الإجتماعي و غيرها. فشرکات الإعلانات اتجهت إلى حلول بديلة لتصوير الإعلان فى الفترة الحالية لمنع التکدس أثناء التصوير وذلک ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة الکورونا منها تصوير الفيديو عن طريق الموبايل أو صور فوتوغرافية لتعبيرات الجسد ثم عمل مونتاج لها وتصميم الإعلان . فعملت هذه الأزمة على الإهتمام بإتجاهات مختلفة في مجال الإعلان و خاصة في لغة الجسد و توصيل الفکرة الإعلانية للمتلقي بما يواکب هذه الفترة.