الأحاديث النبوية والحکم والکتابات المقتبسة من القرآن على العمائر التيمورية
(1370-1501م)
نجح التيموريون بشکل عام في استخدام الفسيفساء والبلاطات الخزفية في زخرفة المباني من الخارج والداخل والقباب ومناطق الانتقال والمحاريب ، وقد زخرفت بشتى أنواع الزخارف، ومنها الزخرفة الکتابية التي احتلت مکانة بارزة، حيث زخرفت جميع المباني بهذه الکتابات الأثرية التي لعبت دوراً واضحاً ليس على العمائر التيموريةفحسب بل على شتى العمائر الاسلامية.
ويهدف البحث إلى إلقاء الضوء على هذه الکتابات غير القرآنية، من أحاديث نبوية شريفة، حيث يتضح أن منها أحاديث صحيحة وأخرى ضعيفة، وأيضا هناک ما هو ينسب للأقوال المأثورة وليس حديث نبوي، ومنها ما هو مقتبس من آيات قرآنية، وبعضها أحاديث وکتابات شيعية تتناسب مع ظهور المذهبي الشيعي في نهاية الدولة التيمورية ، کذلک تحليل لبعض الحکم والأشعار التي وردت على هذه المباني ، وسرعان ما أصبحت الأحاديث أکثر شيوعاً في زخرفة المساجد وما بها من تحف وأضيفت إليها أقوال الإمام علي بن أبي طالب وبعض الحکم والأمثال،التي تتناسب مع طبيعة المنشأة سواء کانت مسجد أو قصر أو مقبرة، وأيضا عرض الطريقة الزخرفية التي استخدمت في هذه الکتابات على العمائر.
وقد نجح الفنان في المزج بين الأحاديث النبوية والآيات القرآنية واستخدمهم جنبا إلى جنب في زخرفة العمائر التي کانت تغطي بالبلاطات الخزفية في تنفيذ النقوش الکتابية السابق ذکرها على العمائر، واستخدم أکثر من درجة لونية في تنفيذها، وغالباً ما کان يستخدم لونين مختلفين، والتي يغلب عليها درجة لون فاتحة کالأبيض والأخضر والأصفر، بينما ينفذ الفنان الأرضية باللون الداکن والذي غالبا ما يکون أزرق، وذلک لتکون الکتابات أکثر وضوحاً، ومن ثم فإنها تؤدي الغرض الجمالي منها إلى جانب الغرض المتعلق بمضمونها.