تعتبر منظومة التعبئة والتغليف عنصر أساسي في تمکين المنتج من المنافسة في الأسواق العالمية باعتبار أن التعبئة السليمة الواجهة الأولى للسلعة التي يتلقاها المستهلک لأول وهلة, فمما لا شک فيه إن التعبئة والتغليف حاجة ضرورية ولازمة لأي تبادل تجاري للسلع, حيث تعد نظم التغليف عالم من الإبداع في ميادين تطوير خصائص الخامات المتعارف عليها في التغليف, کما أنه يتوقف على الخصائص الاقتصادية والبيئية للخامات الداخلة فيه.
حيث ان حسن التعامل مع مواد التعبئة والتغليف وتدويرها للحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد هو أحد المؤشرات الحضارية في العالم والتي تهدف بشکل أساسي إلى إيجاد أو تحسين مواد للتغليف غير الضارة بالبيئة قدر الإمکان ذات مردود اقتصادي, وأيضاً التوجه نحو استحداث أساليب وطرق جديدة لتدوير المخلفات لمواد التعبئة والتغليف.
حيث أصبحت التعبئة والتغليف وسيلة هامة لتسويق المنتجات والتأثير على خيارات المستهلک, وفي مجال الأغذية مثلا , نجد أن هناک طرق عديدة يتم بناء الفکرة للتغليف على متطلبات التسويق القائمة على فکرة العبوات الصحية، مما يؤثر على قناعة الناس وتوقعاتهم الصحية، وتجربتهم الحسية، واستهلاکهم. حجم وشکل العبوات والحاويات تؤثر على حجم الاستهلاک من خلال تغيير تصور الناس عن مقدار الطعام الذي يتم تقديمه، ومقدار ما يأکلونه.
ولأن الخامة هي وسيلة التعبير الفني الوظيفي، فهي تکسب التغليف المعاني والقيم الجمالية ويمکن أن تتحول إلى وسيلة إعلانية, إذا تم الاستفادة منها عملياً، وتم تحويلها إلى شئ له قيمة جمالية ووظيفة, بحيث يستطيع المصمم من خلالها أن يستغل الخصائص البيئية للخامات المتنوعة ويستخدمها وفق الإحتياج التصميمي.
تنبع المشکلة البحثية من الحاجة لتحقيق الاستفادة بتوظيف الخامات البيئية المحلية بمنظور اقتصادي بحيث تحقق قيم إبداعية وتصميمية مميزة.
يهدف البحث إلى تسليط الضوء على أسس التصميم الإبداعي للخامات البيئية في التغليف من منظور اقتصادي.