بالإضافة إلى أهم القضايا الوظيفية والجمالية المکملة للتصميم الداخلي هو توافر مصادر إضاءة جيدة ومريحة تتناسب مع المساحة والفراغ المعماري وتتکامل مع العمارة السائدة والانسجام معها وتشکيل المباني الهندسية ککتلة معمارية تؤثر على نفاذية وإدراک الضوء في الفضاء الداخلي ، وقد أکدت هذه الأنماط تماسکها مع الکتلة المعمارية لإيجاد الإيقاع والانسجام بين الداخل والخارج ، "فايجاد الفضاء او الفراغ الداخلب هو الغرض الأول والأخير من البناء ، فيبدأ کل مبنى بالتصميم أولاً ، وينتهي بتخصيص مساحة في الفراغ ، وهو بالطبع سبب وجود هذا المبنى . تعد الإضاءة عنصرًا هاما للقيام بأنشطة الحياة داخل المساحات المعمارية فيعتمد کل نشاط في الحياة على مستوى الإضاءة في الفراغ. و يختلف هذا المستوى وفقًا للأنشطة و المساحة الداخلية. إن السعي وراء مساحات الإضاءة بطريقة تتوافق مع الأبعاد الوظيفية والجمالية في التصميم الإسلامي الداخلي هو أحد المواضيع الجديرة بالبحث والدراسة ، حيث من الممکن إنشاء أنماط للإضاءة في التصميم الداخلي الحديث باتباع مبادئ الإضاءة المستخدمة في العمارة الإسلامية ، حيث أن أنماط الإضاءة الطبيعية والصناعية لها أهداف وظيفية وجمالية. وأدوات الإضاءة قديمة قدم نشوء الحضارات الإنسانية. فقد احتاج البدائيون للإضاءة
لشق الظلام، وقد ازدهرت صناعة أدوات الإضاءة في مصر الإسلامية وتطورت طبقاً للتطور العام للتقنيات الموجودة من ناحية، وتطور المنشآت والأغراض المستخدمة فيها هذه الأدوات من ناحية أخرى. ويحفل الدليل الآثري کما تحفل
المصادر التاريخية بالعديد من البيانات عن تطور هذه الأدوات.
تکمن أهمية هذا البحث في دراسة تأثير أنماط الإضاءة التقليدية المستخدمة في العمارة الإسلامية على إضاءة المساحات الداخلية ، وکيفية التأثير على تکوين وهيکل المساحات الحديثة والمعاصرة من خلال دراسة تأثير هذه الأنماط في التحکم في کمية و کفاءة الإضاءة الطبيعية والصناعية في الفراغ من خلال دراسة تحليلية لأحد هذه الأنماط.