يتعرض البحث للتطورات التى طرأت على الفکر التصميمى المعمارى وداخل الحيز الفراغى، خصوصاً بعد هذا التطور التقنى المواکب لتطور التکنولوجيا الرقمية لبرامج الرسم، وما أحدثته هذه التغيرات على تطور الشکل المعمارى المعاصر بالمعالجات المعقدة تصميمياً وتنفيذياً، ففى السابق کان المصمم لا يملک إلا خياله العلمى للتعبير بسبب تواضع ومحدودية الأدوات المتاحة له وکانت أفکاره تخرج على الورق من خلال الرسم بالقلم، وأثناء إختيار الخامات لمعالجة جوانب التکسية وتأثيث الفراغات الداخلية کانت تواجهه صعوبة بسبب أنواع الخامات وإمکانياتها المحددة. لکن مع التطور التکنولوجى المذهل الذى صاحبه تغيير في کل فروع العلم والتخصصات، وخاصة مجالات العمارة التى إستفادت بشکل کبير من هذا التطور، وتطور معها الشکل المعمارى، فعدما کانت العمارة محصورة في التصميم التقليدى برزت تصميمات غير مألوفة وأکثر تطوراً تتميز بالحواف المستديرة والأشکال الإنسيابية والتداخل المعقد بين الخطوط، إضافة لتغيير نمط الحيز الوظيفى الداخلى لتتلاءم مع الشکل الخارجى وتلبى إحتياجات المستخدمين بطابع مناسب ومعاصر. وکان لظهور الخامات الحديثة وما صاحبها من تقنية الفضل في إستکمال حلقة الوصل بين التصميم والتنفيذ، وأصبح من اليسير تنفيذ ما تم تصميمه في عالم الواقع الإفتراضى ليصبح واقع ملموس في ضوء التقدم الفکري والتکنولوجي. إن التطور التکنولوجي الذي شھدته تکنولوجيا المواد نتج عنه مواد وخامات حديثة مطورة، ھدفھا التحسين والحفاظ علي البيئة والطاقة، إضافة إلى الجانب الإبداعي في العملية التصميمة والتنفيذية لتحقيق فکر تصميمي حديث يتناسب مع متطلبات المجتمع المعاصر، وأصبح الهدف الأساسى للمعمارين والمصممين هو توظيف وإستغلال التکنولوجيا المتاحة لخدمة العمارة وأغراضها، وذلک من خلال التصميم والتنفيذ وتوافق التکامل بينهما، واستعان بعض المصممين بتلک الطفرات في إيجاد لغة معمارية جديدة تتناسب مع العصر متضمنة إبتکار وإبداع لم يکن من السهل وجوده في العهود السابقة.