حتي بداية القرن العشرين کان يتم النظر للمباني التراثية علي انها قطع متحفية قائمة بذاتها دون اهتمام بالموقع حولها ، وهو ما يعد تحنيط للمباني دون الاستفادة منها في خدمة المجتمع ، ولکن منذ ستينات القرن الماضي تحول الاتجاه العالمي من الحفاظ علي المبني الاثري الي الحفاظ علي المناطق الاثرية والتي تم اعتبارها سوق سياحي يمکن ان يساهم في دعم الاقتصاد ،کما تنامي الوعي بضرورة استغلال المباني التراثية اقتصاديا لتحقيق عائد يکفي تکاليف اعمال الصيانة الدورية لها ،کما يمکن استغلالها اجتماعيا لتقديم حلول لبعض مشکلات السکان.
تحقيق التنمية المستدامة يستلزم ايجاد تکامل بين عدة عوامل تتضح في 3 مجالات اساسية وهي التنمية الاقتصادية والحفاظ علي الموارد الطبيعية والبيئية ، والتنمية الاجتماعية ، واستخدام منهج الحفاظ بمفهومه الشامل يؤدي الي تحقيق التنمية المستدامة للمباني التراثية بالاستغلال الامثل للموارد المتاحة ( الثروة التراثية العمرانية ) باستخدام المباني وحمايتها من الاهمال والحفاظ عليها بحالتها الاصلية للاجيال القادمة ، واعادة استغلالها بما يحقق عائد اقتصادي يکفي تکاليف اعمال الصيانة الدورية لها وتطوير المنطقة الاثرية بحيث تتحول لسوق سياحي يساهم في التنمية الاقتصادية لسکان المنطقة ،ويمکن استغلالها اجتماعيا لتقديم حلول لبعض مشکلات السکان بالمنطقة الاثرية ، کما ان عملية الحفاظ تلبي احتياجات المناطق التاريخية بادخال المرافق والخدمات اللازمة مع الالتزام بعدم احداث اضرار بالمباني الاثرية وبذلک تتحقق التنمية المستدامة في اتجاهاتها الثلاثة .
مدينة فوه تعتبر ثالث اهم المدن التراثية الاسلامية في مصر بعد مدينتي القاهرة التاريخية ورشيد وهي تتبع محافظة کفرالشيخ ،وتضم عدد کبير من المباني الاثرية التي تمثل العصور الاسلامية المختلفة ، مثل المساجد والزوايا والاضرحة والتکايا ، ويبلغ عدد المساجد الاثرية بها 365 مسجد .