يسعى هذا البحث إلى استکشاف مدى فاعلية استخدام فن الطباعة کأداة فاعلة لأحداث تغيير اجتماعي وسياسي في المجتمعات، مع الترکيز على حالتين دراسيتين في الولايات المتحدة الأمريکية. کما يتناول البحث الطرائق المختلفة والتي يمکن لفن الطباعة بها الاسهام في تطوير وعي الجمهور بالقضايا الاجتماعية والسياسية ، وکذلک التأثيرات الإيجابية المحتملة لاستخدام فن الطباعة للتواصل مع الجمهور، وادماجه بشکل أکبر في القضايا الاجتماعية والسياسية التي تمس مجتمعه. کما يستکشف البحث مدى واقعية مفهوم أن فن الطباعة هو من أکثر أنماط الفنون (ديموقراطية) وقربا لعموم الجمهور. وبالبحث في مفهوم الفن (الديموقراطي) ، يستعرض البحث المقاربات المختلفة لجعل فن الطباعة متاحاً بدرجة أکبر للجمهور، وذلک عن طريق الدفع بظهور فن الطباعة في المساحات العامة ، خارج قاعات العرض الفنية ، والاستفادة من الخبرات الفنية لفناني الطباعة في تطوير فن الملصق التوعوي بأنماطه المختلفة.
ويرکز هذا البحث على حالتين دراسيتين ، هما مشروع الفن الفدرالي الأمريکي، وأعمال الفنان الأمريکي ( شيبرد فيري) . وتمثل حالة مشروع الفن الفدرالي الأمريکي خلال فترة (الکساد الکبير) في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريکية، أحد اهم النماذج الناجحة في توظيف الفن لخدمة المجتمع والنهوض بوعي الجمهور الأمريکي حول القضايا الاقتصادية ، والبيئة ، والصحية المختلفة. کما تمثل أعمال الفنان الأمريکي المعاصر ( شيبرد فيري ) نموذجاً فريداً في تناول القضايا السياسية والاجتماعية الصعبة ، وقد لاقت أعماله الطباعية بشکل خاص نجاحاً کبيراً بين أوساط المجتمع الأمريکي ، وتحولت الي أداة مهمة في بناء الوعي المجتمعي . وفيما يلي سيتناول البحث کلاً من هاتين الحالتين الدراسيتين، ويعرض بالشرح لبعض أهم نماذج الأعمال الفنية الطباعية لکل منهما.