ملخص البحث باللغة العربية: عندما ينقل الفنان بفرشاته و احساسه، ملامح واقعية لمجتمع أو شخص أو مکان بأسلوب تصويرى مميز؛ يکون بذلک سجل ذکريات عن تلک الموضوعات بطريقته الخاصة التى تمتد لأجيال بعده ، و قد أثبت العديد من الفنانين هذه الحقيقة بالفعل ، من خلال تسجيل ذکرياتهم بطريقة معبرة في لوحات تصويرية ، حيث رسموا الأماکن والأشخاص والمجتمعات المتنوعة، و کانت لوحاتهم تمثل کل ما عاصروه من أحداث و کوارث عالمية غيرت مسار التاريخ. وبقيت بعد ذلک تلک الأعمال في المتاحف بمثابة نصب تذکاري لحياة سابقة. و نحن في هذا البحث سوف نتناول هذه الحقيقة من خلال لوحات المصور "محمود سعيد" ، الذى سجل هوية مصر في فترة زمنية و کان من الفنانين الذين امتلکوا عين واعية يقظة سجلت الأماکن والحياة الإجتماعية بأسلوب يبتعد کثيرا عن واقعية الفوتوغرافيا ليعبر بمعالجاته اللونية، وبنية الأجسام و ملامح الوجوه في اعماله عن الهوية المصرية. و بالرغم من ذلک لم يحظ الفنان بالشهرة العالمية الذي يستحقها ، لذلک يحاول الباحث توضيح التميز والتفرد في أعمال فنان حقق التکامل البيئي ، مما مکنه من رؤية روح المجتمع و المناظر الطبيعية و البيئات المختلفة فى مصر. و بالتالى نقل لنا بأعماله الذکريات التى تؤکد أهمية المکان و الناس ، و استطاع بذلک أن يعيدنا إلى الأوقات والأماکن والعادات الاجتماعية التي کانت في عصر معين. فأصبحت لوحاته بتقنياتها المتميزة و قيمتها الفنية العالية نصبًا تذکاريًا ملونًا للذاکرة المصرية الجماعية داخل متحفه الخاص، لذا نوصى بأن يحظى "متحف محمود سعيد" بالإسکندرية في مصر بنفس مکانة الأماکن التي يقوم السائح بزيارتها اثناء جولاته السياحية للتعرف على التراث المصري فى تلک الفترة.