الملخص:
إن الفنون البصرية والمقامات الموسيقية، من أجمل وأقدم أساليب ولغات التعبير الراقية واللصيقة بوجدان الإنسان، فهما تشکلان کيان واحد يندرج تحت مسمى المشاعر الإنسانية. ويظهر ذلک جلياً فى تشابه العديد من المصطلحات بين کلٍ الفنون البصرية وفن الموسيقى؛ الذين يستخدمون مصطلحات مماثلة لوصف خصائص فنية معينة مثل: (الإيقاع، التناغم، الکثافة، التکرار، التباين، إلخ)، وکثيراً ما يترامى إلى الآذان من يقول: لون من ألوان الموسيقى، وإيقاع اللون أوالشکل، والخطوط المنغّمة، والصور الموسيقية الملوّنة ... الخ. هذا التداخل جعل لکلٍ من المجالين القدرة على استحضار أحاسيس معينة يستشعرها المتلقى. إن مفردات وعناصر العمل الفنى البصرى تکوّن فيما بينها قيماً جمالية تصل إلى المشاهد فى صورة رسائل حسية وجدانية، متخطيةً بذلک حاسة البصر، مثلها مثل النغمة کمفردة من أهم مفردات المقام الموسيقى، الذى يمکِّن المتلقى (المستمع) مـن الـدخول فى حـالة شعورية - تتخطى أيضاً حاسة السمع - تسمى أحياناً (شجن) أو(سعادة) أو(حزن) أوغيرها، کل منها على حسب نوع المقام الموسيقى.
ويهدف البحث إلى ضرورة إيجاد مداخل مغايرة لتذوق ونقد أعمال الفن البصرى من خلال إعادة النظر فى الطرق التقليدية للقراءات النقدية؛ ذلک ما يؤدى إلى فتح آفاق معرفية جديدة تسهم فى تنمية التفکير المبدع، ليتناسب مع لغة العصر. وذلک من خلال دراسة إمکانية استخدام المقامات الموسيقية فى تفسير القيم الحسية فى أعمال الفنون البصرية، وهذا يستدعي إعطاء العمل الفنى البصرى صبغة المقام الموسيقى، مما يؤدي إلى سؤال البحث: فى إطار القيم الحسية والجمالية؛ ماهى العلاقة التي تربط بين کلٍ من المقامات الموسيقية والفنون البصرية؟ وکيف يمکن للمقام الموسيقى أن يعد معيار نقدى للعمل الفنى البصرى؟

الکلمات المفتاحية:
مقام الموسيقى – معايير حسية – فنون بصرية.