في کثير من أمور حياتنا نبحث دائما عن الجديد.. يحدث ذلک مثلا في تعاملنا مع الأجهزة التکنولوجية، ولکن عندما يتعلق الأمر بالتطبيقات الذکية تقف تطلعاتنا نحو التجديد؛ حيث لا تزال ثقافتنا العربية ترفض المغامرة في هذه المساحة، وکانت نتيجة ذلک أن أشکال الفراغات العمرانية في عالمنا العربي ظلت متوقفة عند الأشکال التقليدية، في حين أن العالم انفتح على أشکال أخرى تجمع بين رخص التکلفة والجودة، وفوق ذلک سرعة الإنجاز وترشيد إستهلاک الطاقة.
يقدم هذا البحث لمحة موجزة عن التقدم الحالي في استخدام التطبيقات الذکية بالفراغات العمرانية والتي تعد مجالا وليدا سريع التطور، والذي يقوم على مجموعة المفاهيم الأوسع لمصطلح "إستجابة" والتي من شأنها تعريف التطبيقات الذکية وتوضح مدى تأثيرها على راحة المستعملين وترشيد إستهلاک الطاقة والطاقة المتجددة بالفراغ العمراني، وذلک من خلال تناول البحث: تحليلي تطبيقي لتلک التطبيقات الذکية في منطقة ( جادة قباء بالمدينة المنورة - بالمملکة العربية السعودية ) للتوصل إلى: بلورة نظام واستراتيجية المنطقة بالشکل الذي يؤدي إلى إمکانية التحکم في معدلات استهلاک الطاقة وتخفيضها باستخدام المعالجات المعمارية المبتکرة بيئياًبما لايؤثر على الهوية التراثية السعودية بل يؤکد معالمها التاريخية ويساهم في تحقيق وإنماء الصورة الذهنية التي ارتسمت في وجدان الزوار.
ومن أهم ما توصل له البحث من إستنتاجات : هو مدى تأثير إستخدام التطبيقات الذکية و التصميم التفاعلي المستدام بالفراغات العمرانية على استهلاک الطاقة لتوفير راحة الشاغلين، کما تم تحديد أهم المعوقات التي تؤثر على عدم شيوع استخدام التطبيقات الذکية على المستوى المحلي، وإستخلاص بعض التوصيات لاستخدام هذا النوع المتطور من التطبيقات الذکية في البيئة المحلية مع الحفاظ على الهوية التراثية السعودية لرؤية المملکة العربية السعودية لعام 2030.