أشتهر الفن الإسلامي بأنماط الزينة والتي عرفت بشکل خاص في مصر. کما يحتوي التراث الإسلامي على العديد من المؤشرات لمفاهيم الاستدامة والمحافظة على البيئية، التي تتکامل مع القيم الاجتماعية والسلوکيات الإنسانية للمجتمع الإسلامي. تطورت النظرة القديمة للتراث الإسلامي من موضوع محدود لعلم الآثار والمتاحف، إلى تفسير جديد ينتج من منظور علمي شامل. وساعد على هذا التطور اتباع نهج وظيفي شامل، قائم على التکامل المعرفي متعدد التخصصات للنظريات الفلسفية والجمالية والإبداعية والنقدية للفن الإسلامي. يتوازى هذا التطور في تفسير التراث الاسلامي مع مواجهة الفنان المصري لتحدي يمثل إحدى مهامه الرئيسية، وهو خلق عمل فني فعال کمعالم من أجل تنمية الوعي الفني في المجتمع.
يهدف هذا البحث لعمل دراسة لکيفية تحقيق عمل فني مصري في إطار مفاهيم الاستدامة للفن الإسلامي کمعرفة جمالية، معرفة تتکون من العديد من النظريات التي يمکن وصفها بالنظريات التأسيسية والهيکلية في تکوين الفن الإسلامي. وتختتم الدراسة بعمل فني افتراضي مستدام لتجميل إحدى الساحات المصرية.
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على أهمية مفهوم الاستدامة في مراجع التراث الإسلامي التقليدي فيما يتعلق، بالفن الإسلامي عامة والفن الاسلامي في مصر بشکل خاص، من خلال مراجعة العلاقة بين الإنسان والبيئة والحفاظ عليها من المنظور الإسلامي لاستخراج مبادئ الاستدامة في خلق الفن.
کما يخلص البحث إلي أن استخدام النمط الهندسي الإسلامي في خلق عمل فني مستدام يساهم في إبراز جماليات الفن الإسلامي.کما يمکن أن يلعب العمل الفني الوظيفي المستدام دورًا مهمًا في التبادل الثقافي والحضاري، وذلک لتشابه العمل الفني الحديث في کثير من خصائصه، ومن بينها قدرته على التعبير عن حضارة بعينها.
کما يوصي البحث بالإستفادة من الإحتمالات الواسعة للحلول التصميمية المستوحاه من استخدام الأنماط الهندسية الإسلامية في إنشاء عمل فني وظيفي، للتأکيد على الدور الذي تلعبه في إبراز حضارتنا. والنظر في أهمية دور الفن في إبراز القضايا البيئية، والتعبير النقدي تجاه العوامل غير المستدامة في المجتمع ، وتقديم أفکار إبداعية لکيفية تحقيق الاستدامة.