مستخلص البحث
النوافذ من العناصر المعمارية الهامة ومن اقدمها وقد استخدمها الانسان للانارة والتهوية واهتم بتطويرها فالمصري القديم عمل علي ربط الفراغ المعماري الداخلي والمحيط الخارجي بعمل فتحات کنوافذ علوية جانبية ثم تطورت علي مرالعصور الي ان جاء الفنان الاسلامي فاضاف الشخصية الاسلامية علي العمارة وطور عنصر النوافذ بداية من عصر الامويين ، واکسب هذا الفراغ طابعا مميزا في العمارة الاسلامية.
وقد أتجه الفنان في الحضارة الاسلامية الي استخدام اساليب واشکال فنية ذات طابع خاص لزخرفة النوافذ تتوائم والمفاهيم التي فرضتها الحضارة الاسلامية ، فاصبحت سمة من سماتها وتعتبر الاشکال الهندسية التي تناولها الفنان في ذلک العصر احد انواع التجريد الذي برع في استخدامها بعد تفهم القوانين الرياضية والاسس الهندسية التي تقوم عليها تلک الاشکال ..
وعمارة المسجد الطولوني (876-879 ميلادية ) تمتاز بوجود نوافذ في جدران المسجد الاربعة يبلغ عددها 128 نافذة ، استطاع الفنان المصمم ان يبدع في زخرفة شبابيک تلک النوافذ ويخلق اشکال زخرفية غاية في التنوع اخضعها لحدود الهندسة وعلم الرياضيات ، لذا نجد اشکال فريدة لم يکن لها نظائر من قبل وتشمل خصائص الزخرفة الاسلامية مثل التکرار والتماثل وتلک سمة اساسية في جميع الزخارف الطولونية وهو تکرارلايمل المرء متابعته وقد يختفي العنصر الزخرفي بين عناصراخري شبيه ولکنه لايتلاشي وتتحرک الوحدات الزخرفية وهي ثابتة وتتجدد وتمتد الي مالانهاية .
وتتلخص مشکلة البحث في ان منظومة زخارف شبابيک مسجد بن طولون رغم اهميتها وتفردها لم تحظ بدراسة سابقة تسهم في تنمية الرؤية التصميمية وتعزيز المحتوي المعرفي وما يحتويه من ابعاد التصميم الزخرفي الاسلامي .
ويهدف البحث الکشف عن السمات الهندسية في منظومة زخارف شبابيک مسجد أحمد بن طولون والتعرف علي أبعادها الفنية في مجال التصميمات الزخرفية .