لقد غيرت الثورة الرقمية المشهد الاتصالى والإعلانى فى الوقت المعاصر وخاصة ظهور منصات التواصل المجتمعى التى احتلت مکانة کبيرة فى حياة الجمهور وأصبحت وسيلة اتصالية إعلانية فعالة، وتعد حملات إحياء تراث المارکة أحد الحملات التنشيطية التى تعمل على دعم وتعزيز الصورة الذهنية، ولم تکن هذه الحملات منتشرة من قبل حيث کانت الشرکات تعتبر تراثها خاص بها وبإدارتها، ومع تغير وسائل الاتصال الإعلانية واستخدام مواقع التواصل المجتمعى التى جعلت الجمهور أکثر تشارکية وتفاعلية، اتجهت المارکات الى تعزيز الروابط مع المتلقى وأن يشارکها تراث المارکة وسبل تطويرها، وفى هذا الإطار يتناول البحث التعرف على مفهوم تراث المارکة وعناصرها وأشکال إحياء هذا التراث فى صورة حملات إعلانية على مواقع التواصل المجتمعى، من خلال اختيار ثلاثة حملات إعلانية مختلفة تعتمد على إحياء تراث المارکة من خلال نوستاليجيا المارکة أو من خلال إحياء تاريخ المارکة أو تطورها، مستعيناً بثلاثة منصات تواصل مجتمعي تعد الأکثر انتشاراً بين الجمهور، والأکثر استخداما فى الناحية الاتصالية والإعلانية للشرکات، ومن خلال الدراسة التحليلية والنظرية فالعملية الاتصالية على مواقع التواصل المجتمعى ثنائية الاتجاه بين المارکة والمتلقى ويفترض البحث أن هناک بعدين رئيسين فى العملية الاتصالية المتعلقة بحملات إحياء تراث المارکة وصورتها، الأول بين المارکة والمتلقى والمتمثل فى الحملة الإعلانية مستخدماً عناصر التراث فى الترجمة البصرية والعبارات الإعلانية للتصميم ليؤکد مصداقية تراث المارکة وينشط تاريخها وذکريات الجمهور، أما البعد الثانى فهو بين المتلقى والمارکة والمتمثل فى مشارکة المتلقى وعملية إنشاء المحتوى وهو ما يؤکد وعيه بالمارکة، وتوصل البحث لأهمية هذه الحملات فى إحياء الصورة الذهنية لدى الجمهور والـتأکيد على تراث المارکة وقدرتها على خلق واستقطاب المشارکات المختلفة من جمهور وسائل التواصل المجتمعى.