کان نخيل البلح محور الحياة الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية لقرون طويلة فى المناطق الريفية و المنطقة العربية لتلبية الاحتياجات الأساسية لملايين من الناس بالاعتماد على منتجات تقليم نخيل البلح. مع التغيير الجذري فى نمط الحياة أصبحت معظم هذه المنتجات زائدة عن الحاجة أدت لإهمال تقليم نخيل البلح، و بالتالى أصبح سببًا مباشرًا لحوادث الحريق وغزو الحشرات الخطرة.
إن إعادة اکتشاف منتجات تقليم نخيل البلح هو أمر بالغ الأهمية، و هنا تظهر مسئولية المصممين المهتمين بالتنمية فى تحقيق متطلبات المجتمع. کيف تؤلف رؤية جديدة تجمع الإبتکار بالتفرد لتتجاوز الأشکال التقليدية لمنتجات تقليم نخيل البلح التى تعامل على أنها نفايات، و تطويرها تکنولوجيا لتلبي المتطلبات الحديثة محلياً و دولياً ؟
يتضمن البحث دراسة متکاملة لنفايات تقليم النخيل التى يمکن إدراجها تحت مسمى النفايات الذکية التى تشمل الجريد، و العرجون، و الخوص، و الليف، فهى واحدة من البواقى النباتية الأکثر وفرة بمصر کخامة بيئية طبيعية مبتکرة بديلة للأخشاب المستوردة تتمتع بخصائص ميکانيکية مماثلة لها، فتقلل التلوث الناتج عن حرق هذه البواقى أو ترکها، و تنعش الأقتصاد المصرى بتقليل إستهلاک الطاقة، و بتصدير الأثاث المصنع بهذه الخامات کبديل لإستيراد الأثاث أو الخامات التى لا تحمل السمة المصرية.
قد اقترح نهج للاستخدام الصناعي لبواقى تقليم نخيل البلح، بالدمج بين الحرفة و الصناعة بالاساليب التکنولوجيا الحديثة لإظهار قيم مورفولوجية جديدة لهذه الخامة المنفردة فى تشکيل الفراغات الداخلية و الأثاث فمنها ما يصلح لأثاث المسطحات و الأثاث الهيکلى .
و لضمان استمرار دعم استخدام منتجات تقليم نخيل البلح على المستوى الدولي، من الضرورى إنشاء جمعية دولية لمنتجات النخيل کمنتدى لجميع الأطراف المهتمة بإستخدام نفايات تقليم نخيل البلح.