صاحب التطور الکبير في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات، انتشارًا کبيرًا للمحتوى الرقمي وبخاصة الإبداعي منه؛ سواء في شکل نصوص مکتوبة، أو صور ثابتة أو متحرکة؛ أو أعمال صوتية وموسيقية، أو أعمال في شکل صور متحرکة أو فيديو. وساهم في هذا الانتشار الکبير للمحتوى الإبداعي الرقمي بين أرجاء المعمورة، شبکة الإنترنت التي أصبحت اليوم متاحة للجميع في کل مکان وکل زمان. ومع هذه الإتاحة غير المسبوقة للمحتوى الإبداعي الرقمي، ظهرت مشکلات تمثلت في انتهاک حقوق الملکية الفکرية للفنان مبدع العمل الفني، سواء بالنسخ، أو بالنقل، أو الاقتباس، أو الاستغلال بشتى الطرق والوسائل دون الإشارة إلى مُنتج هذا المحتوى الفني أو مُبدعه. غير أن المشکلة الأکبر تتمثل في عدم تمکن مبدع العمل الفني أولاً: من حماية إنتاجه الفني الإبداعي من مثل هذه التعديات أو الانتهاکات، وثانيًا: عدم تمکنه من إثبات ملکيته للعمل الإبداعي حال حدوثها.
يناقش هذا البحث أساليب وتقنيات حديثة تمکن الفنان، وبخاصة المصور الرقمي، من حماية وإثبات ملکيته لأعماله الفنية الرقمية وبخاصة على شبکة الإنترنت. أولاً: من خلال عرض لبعض أهم إجراءات وأساليب حماية العمل الفني الرقمي من التعديات والانتهاکات. وثانيًا: عبر مناقشة بعض أهم التقنيات الحديثة المستخدمة اليوم کحلول تساعد الفنان في تتبع وإثبات ملکيته للعمل الفني الإبداعي الرقمي. وتتمثل أهم النتائج في أولاً: حماية الفنان لأعماله الفنية الرقمية من التعديات والانتهاکات عبر شبکة الإنترنت سواء بالاستغلال المباشر للعمل الفني ککل أو لأجزاء منه. ثانيًا: إثبات الفنان الرقمي لملکيته لأعماله الفنية الرقمية، وبالتالي حفظ حقوقه الفکرية والإبداعية، وذلک من خلال تقنيات تمکنه من تتبع المنتج الإبداعي والتعرف عليه. وثالثًا: أنه بحفظ الفنان لحقوقه الإبداعية تحفظ الأوطان تراثها الفني الرقمي من الضياع.