مع التطور الحضارى العالمى أصبح العالم کله مزيج من الثقافات المحلية والعالمية وبدأ العالم يهمش معظم الثقافات المحلية أو الخاصة بجانب الثقافة الثقافة العالمية أو الغربية صاحبة الحضارة والسيادة على العالم، وتلک الثقافة هى المنبع الرئيسي للتفکير، والتى أصحبت تشکل الفکر العالمى الذى يقوم بإنتاج المنتجات الحديثة والاختراعات الحضارية والأنظمة الجديدة، ومن هنا أصبح العالم ينقسم إلى قسمين، أحدهما صاحب الحضارة والسيادة والاخترعات ومصدرًا للأفکار والخدمات، وهو المهيمن على باقي العالم، والقسم الآخر من العالم متلقي لذلک الفکر الغربي المسمى بالفکر الحضاري أو الفکر المتقدم، ويندرج تحت ذلک القسم المجتمع العربى الإسلامى الذى بطبعه أصبح متلقيًا وليس منتجًا للثقافة أو للفکر.
وعلى الرغم من هيمنة فکر واحد على العالم وتهميش الأفکار والمفاهيم الأخرى، إلا أنه يحدث من خلال ذلک التقاء الأفکار والثقافات والامتزاج بينهم، مما يؤثر على الثقافة الاستخدامية للمجتمع التى قد يحدث بها خلل نوعي؛ فعند انتقال الثقافة من مجتمع لآخر تنتقل بکل ما تحمله من أفکار وعادات وتقاليد لا تتناسب مع المجتمع المتلقى، حيث من الممکن أن تغلب ثقافة على أخرى أو تحل محلها، حيث تقدم القوى کل ما لديها من اختيارات متعددة وقدرة على إيجاد الحلول المختلفة ورفاهية الحياة المتطورة وإيجاد مصادر جديدة للتصميم من تلک الثقافة الجديدة المتکونة بکل ما تحمله من عقائد ومفاهيم على الثقافة الأصلية للمجتمع، وبذلک يصبح المجتمع متلقى ضعيف الثقافة يستقبل التصاميم بکل ما تحمله من مفاهيم وعقائد جديدة على المجتمع.
ومع مرور العصور بلغت الدولة الإسلامية ذروتها فى التقدم والتطور أکبر مثال على تصدير الأفکار الرئيسية لتقديم الحلول والأفکار، حيث کانت الأندلس منبع الحضارة والفکر وتصدر للعالم وخاصة أوروبا العلم والأفکار المعتمدة على الثقافة الإسلامية ناقلة معها المعتقدات والتقاليد والأفکار والعقائد الإسلامية، وبذلک أصبح العالم کله متلقى للثقافة الإسلامية المنيرة فى ذلک الوقت وظل العالم يبنى علمه معتمداً على قيم الإسلام؛ فکانت الثقافة الإسلامية هى الثقافة الأقوى القادرة على إيجاد الحلول المختلفة وتقديم اختيارات متعددة لإيجاد تصاميم متطورة تسعى بذلک لجعل الحياة أکثرة رفاهية