تعتبر المتاحف ذاکرة المجتمعات حيث تمثل نموذجا لصور المجتمع الحقيقية وتعمل بمثابة المرايا التي تعکس القيم التراثية في الحياة اليومية. ومن خلال الزيارة تلهم المتاحف دائمًا عقول وارواح الزواروترسلهم بصريا إلى أوقات وازمنة مليئة بالقيم والأصالة. وعليه فان زيارة المتاحف تعتبر دائمًا واحدة من أکثر الأنشطة جاذبية ضمن اى برنامج سياحي خاصة في بلد له تاريخ ممتد عبر الازمان مثل مصر.

فى الواقع هناک العديد من المتاحف العظيمة الفريدة في مصر، حيث تعمل الحکومة المصرية جاهدة على تطبيق العديد من الخطط والاستراتيجيات لرفع کفاءة هذه المتاحف وتحديث اساليب العرض المتحفى داخلها بالاضافة الى تحسين مرافقها وخدماتها مما يعمل على جذب اعداد اکبر من الزوار مما يدعم السياحة وبالتالي يزيد الدخل القومي للبلاد. يعد متحف الفن الإسلامي في القاهرة واحدا من أعظم المتاحف الإسلامية في العالم حيث يضم المتحف مجموعات متنوعة وفريدة من القطع الأثرية التي يصل عددها إلى 100.000 قطعة. وقد اعيد افتتاح هذا المتحف موخرا في عام 2017 بعد تضرره نتيجة هجوم بسيارة مفخخة استهدفت مقر مديرية امن القاهرة على الجانب الآخر من الطريق مما تسبب في أضرار جسيمة للمتحف وتدمير العديد من القطع الأثرية.

تقدم هذه الورقة البحثية فکرة قابلة للتطبيق (مشروع مازال قائما) لتعزيز زيارة المتاحف للمعاقين بصريًا والمکفوفين تطبيقا على متحف الفن الإسلامي بالقاهرة وذلک عن طريق تنفيذ نماذج منخفضة التکلفة للعديد من روائع ومقتنيات المتحف. في الواقع، هناک الکثير من التطبيقات التکنولوجية التي تساعد ضعاف البصر والمکفوفين عند زيارة المتاحف، ولکن غالبية هذه التطبيقات باهظة الثمن وتتطلب العديد من الترتيبات ... وعليه فان الهدف من هذه الورقة البحثية هو وصف ومناقشة عملية إنتاج نسخ لبعض المقتنيات المختارة لتکون جاهزة لتقديمها جنبًا إلى جنب مع القطع الأصلية.