تهدف الدراسة الي إظهار دور مواد البناء وأساليب الإنشاء في تحقيق الإستدامة في العمارة المصرية القديمة ، فتم تقسيم الدراسة الي تعريف مفهوم الاستدامة ومبادئها وطرق تحقيقها ، ثم عرض مواد البناء في مصر القديمة وأساليب الإنشاء.
ثم تتناول الدراسة کيفية تحقيق الإستدامة في المباني المختلفة ( المباني السکنية ، المعابد ، المقابر ) . وتم التوصل لبعض النتائج الهامة منها حرص المصري القديم علي تحقيق مبادئ الاستدامة بما يعکس تأثيرالديانة المصرية القديمة وأهميتها ودورها في العمارة المصرية القديمة مع الاحتفاظ ببعض النظريات الخاصة به کمصري قديم .
ظهرت الاستدامة في عمارة الحضارة المصرية القديمة من خلال التأثيرات الدينية والروحانية ، فإيمان المصري القديم بالحياة الأبدية بعد الموت جعله يشيد عمائر الحياة الأولي المؤقتة من مواد لا تقاوم عوامل الزمن کمادة الطوب اللبن لانه سيعيش فيها فترة زمنية مؤقتة ، بينما شيد المنشأت الدينية من خامات تکون لها صفة الدوام مثل الحجر .وبنفس التأثير کان تخطيط المباني السکنية عبارة عن شکل مستطيل او مربع وقد تتعدد تلک الوحدات وتضيق وتتسع حسب مساحة المبني، بينما المعبد کان يظهر بمظهر الضخامة وتعدد الطوابق وارتفاعها . إن العمارة المصرية عمارة بنائية مستمدة بالکامل من البيئة والتعايش الجيد معها ، ولما کان لبقاء ( الکا ) حيا متوقفا علي بقاء الجسد فلقد حصن المصري القديم مقابره وتعمد بناءها في المناطق الجبلية او الصحراويه لکي تکون بعيدة عن الرطوبة ، حيث ان الرطوبة تحلل الأجسام وتفسد عملية التحنيط . کان المصريون القدماء يعتبرون المقابر بيوتا لهم حتي انهم اطلقوا عليها اسم ( البيت الأبدي ) بينما کانت مساکنهم الدنياوية مساکن مرحلية لفتره زمنية ما ثم يأتي الوقت الذي ينتقلون فيه الي مساکنهم الابدية .