ملخص البحث :-
إنطلاقا من أهمية فن النسيج وأصالته وإعتباره من أقدم مجالات الفن التشکيلى التى تتوارثها الأجيال حيث يعتمد على جماليات خاصة وتقنيات متوارثه منذ نشأة الحضارة المصرية القديمة وحتى الأن.
ووقوفاً على ملامح تجربة نسجية رائده فى الإطار التنموي للفنون التشکيلية ورعايتها، وهي تجربة الفنان رمسيس ويصا واصف، والذي اختار فيها البعد عن تأثيرات الحداثه الألية والمادية، وقيودها المجتمعية فى القرن العشرين؛ فلجأ الى الريف المصرى الأصيل وإتخذ منه بيئة طبيعية لتجربته، ومن سکانه أدوات لتنفيذها، ووقع اختياره لقرية الحرانية لتنفيذ تجربته فأنشأ مرکزاً للفنون النسجية والذي قام على فکرة التلقائية فى الفن.
وقد ارتکزت هذه التجربة على ثلاث رکائز رئيسية:
1- أشخاص عاديون يمتازون بالطبيعة الفطرية.
2- بيئة طبيعية بعيدة عن المدنيه.
3- وسيلة نسجية يدوية بسيطة.
وقد نتج عن هذه التجربة المعاصرة مجموعة من الأعمال الفنية النسجيه تجمع بين مهارة وإتقان الصياغة والمحافظة على الأصالة والهوية فى ظل وصولها للعالمية رغم حرص صائغيها على تلقائية التعبير وما زالت قائمة حتى الان.
فنساجى قرية الحرانية على إختلاف اعمارهم اتفقوا على إستلهام موضوعات أعمالهم من الطبيعة ومعايشتهم للبيئة المصرية، فکان لهم إسلوبهم الخاص الذي ليس للتزييف أو التلقين أثر فيه.
کما حرص الفنان رمسيس ويصا واصف على ترک نساجيه دون قيود، فترک لهم الحرية فى اختيار الموضوعات والوانها، فظهرت موضوعاتهم معبرة عن البيئة فى صدق وبساطة وتلقائية تعبيرية شديدة الخصوصية.
فعندما ترتبط التلقائية بالفن نراها تتجسد في أفکار متفردة ومتميزة أياً کان الوسيط المادى الذى`توفره بيئة الفنان لأنه في النهاية عمل إبداعى .
وعليه تسعى الدراسة الحالية الى التعرف على السمات والخصائص التي تظهر وتؤکد على التلقائية التعبيرية فى منسوجات قرية الحرانية.