ملخص البحث :Abstract
يعتبر المحراب من أهم السمات المعمارية المميزة للمسجد الذي أصبح مجالاً للتفنن والإبداع؛ حيث وجد الفن الظروف المواتية له لينمو ويزدهر، ذلک أن الفنان المسلم اهتدي بالفطرة إلي القاعدة التي تعرف الفن بأنه " کل تشکيل يرضي الذوق السليم ويشعر بالجمال". يُعد المحراب أحد أهم العناصر التي اعتمد عليها الفنان المسلم للإبهار، فاعتني به عناية کبيرة تفوق عنايته بالعناصر الأخرى لأنه مرکز جدار القبلة والموضع الذي يصلي فيه الإمام والمکان الذي تتجه إليه أنظار المصلين.
المحراب بشکله المألوف هو التطور الطبيعي للعلامة الدالة علي اتجاه القبلة. لحق بالمحراب عدة تطورات التي تمت في سياق التطور الذي شمل عمارة المسجد بأکملها من حيث التخطيط ومواد البناء وأساليب الزخرفة. وقد اختلفت السمات المعمارية والزخرفية للمحاريب في مصر تبعاً للفترة الزمنية التي أنشأت فيها فقد أختلفت من حيث الشکل، والعناصر، والمواد والخامات المستخدمة، وکذلک تقنية التنفيذ.
ويتکون المحراب من عدة عناصر معمارية وهي تجويف المحراب (البدن والطاقية)، والأعمدة، والعقود، وتوشيحات العقود، فضلاً عن أي عناصر معمارية أخري تتعلق بالمحراب مثل قبة المحراب، أو القمرية أعلاه. وقد اختلفت أنواع المحاريب بين المحراب الثابت ومنه المسطح والمجوف والمنزوي، والمحراب المتنقل. وقد استخدمت في زخرفة المحاريب العديد من الزخارف من زخارف نباتية ومنها زخارف الأرابيسک، والأزهار، والأوراق النباتية والمزهريات......الخ، ثم الزخارف الهندسية ومنها الأطباق النجمية، والخطوط الإشعاعية.......الخ، وکذلک الزخرفة الخطية من آيات قرآنية.

استخدم في هيکل بناء المحراب وتشکيله العديد من المواد والخامات مثل الحجر الجيري، والجص، والطوب ، والرخام، والفسيفساء الرخامية، والبلاطات الخزفية. من أبرز الخامات المستخدمة في تشکيل وزخرفة المحاريب وأکثرها شيوعاً الرخام والفسيفساء الرخامية. وقد طرأ بعض التطور في تکنولوجيا تشکيل وزخرفة المحاريب بالرخام والفسيفساء الرخامية.