إذا کان التراث الأدبي يعتبر من المميزات الخاصة للتراث المادي وظهر مرتبطاً بفن الکتابة، وهو ما ورثناه عن الأجداد أو ما ترکه الأوائل، فإنه وسيلة متميزة من وسائل التعبير الحضاري في أدب أمة ما، وعلى الرغم من تنوعه إلا أن أهميته ترجع إلى أنه يعزز الصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، إذ يساعد على استمرارية المجتمعات وتغير هيکل المجتمع ليصبح أکثر سمواً ورفعة، وله دور کبير في حياتنا في تعزيز التماسک الاجتماعي، والمساعدة في تعزيز السلام بين جميع الناس من خلال دوره في تحسين الثقة والمعرفة المشترکة، کما يعتبر التراث رمزاً للهوية والإنسانية الخاصة بالشعوب المختلفة، بالإضافة إلي دوره أو مساهمته في تعزيز الاقتصادات المحلية، زيادة معدلات التنمية.

وبحثنا يدور حول تناول فن الکوميکس ( أحد أنماط فن الجرافيک ) دراما المعالجة الجرافيکية للنص التراثي لرائعة من روائع الليالي العربية ( ألف ليلة وليلة ) خاصة قصة شهرزاد بما فيها من جماليات العجيب والغريب، والسرد الجمالي للنص الأدبي الذي وجد مرة واحدة وإلي الأبد في ألف ليلة وليلة، وتعتمد في الحکي علي الفضول الذي يمثل عند الإنسان الدافع لاکتشاف الغرائب بإيقاع في نفس السامع وقدرة علي أسر المتلقي طوال أکثر من ثلاث سنوات وهي المدة التي استغرقتها شهرزاد في سرد حکاياتها العجيبة والغريبة علي مسامع الملک شهريار المصاب بحمي القتل، وهي أحد أنماط السرد المعروفة في الأسمار والتي تقلب العالم رأساً علي عقب أو تمده إلي أقصي مداه کي يبدو عجيباً وغريباً، وأن يکون الإنسان قادراً علي اکتشاف بقاع بعيدة وأشياء أو أمکنة غير مألوفة وکائنات غير معروفة، لها قدرة عجيبة في امتلاک أحاسيس السامع، لا أحد يشک في غزارة السرد عند شهرزاد کغريزة النحل في صنع أقراص العسل.