تفتقر مشروعات التنمية العمرانية المستقبلية لوجود رؤية واضحة تعمل على مراعاه السلوک الاجتماعى للمجتمعات القبلية العشائرية والتى تتميز بوجود بنيان اجتماعى خاص يتکون من وحدات اجتماعية اساسية، والتى تتحکم فى التشکيل العمرانى الناتج، مما يؤثر سلبا على التنمية الاجتماعية وما يرتبط بذلک من اثار جانبية على التنمية العمرانية والاقتصادية. وعليه لا يمکن الاسهام في التنمية العمرانية الفعلية للمناطق العشائرية اوالقبلية او البدوية، الا بزيادة الاستقرار المکاني للقبائل في تلک المنطقة، والذي يکون بدراسة اسباب عدم استقرارهم في الوحدات السکنية المخططة من قبل الحکومة.
وعليه فان البحث يتناول في بدايته بعض المفاهيم الرئيسية المتعلقة بالسلوک الانساني الاجتماعي، مع الترکيز على المجتمعات البدوية، وعلاقة السلوک بالبيئة التي تشکل المجتمع، وطبيعة العلاقة بين المسکن والمکان الذي يتأثر بالحالة الاجتماعية للانسان. وذلک في محاولة لفهم التنظيمات الاجتماعية التي من خلالها يتعايش أفراد المجتمع، وخواص وانماط العلاقات الاجتماعية التي تتحکم في حرکة الافراد، وتؤثر بالتالي على النسيج العمراني العام للتجمعات السکنية.
ويرصد البحث التشکيل العمرانى لتلک التجمعات السکنية بناءا على المقارنة بين المخطط العام للحکومة والرفع العمرانى الميدانى للمناطق محل الدراسة، يشمل ذلک خرائط استعمالات الأراضى وخرائط النسيج العمرانى وناتج الزيارات الميدانية للقرى البدوية والمناطق المحيطة بها والاستبيانات التى تم عملها مع بعض السکان ومشايخ القبائل.
بهدف الوصول الى ان المجتمعات البدوية والتراکب العشائري الاجتماعي لها يؤثر على شکل التجمعات السکنية ، بحيث يتم تحديد شکل النسيج والتشکيل العمراني العام والخاص والحالة الاجتماعية، ومدى تحضر المجتمع وتأثير ذلک على التشکيل العمراني.
ومن ثم يلخص البحث إلى استنتاج بعض الخصائص ومعايير التشکيل الموجودة فى المجتمعات البدوية وما يشابهها في الخصائص العشائرية، بهدف تحديد واستخلاص توصيات التنمية العمرانية العامه للمجتمعات البدوية. وبهدف أن تهتم الحکومة بدراسة ماهية البدو عن طريق فهم متطلباتهم للمساعدة في عملية الاستقرار و بشرط عدم المساس بالتراکب الاجتماعى الخاص بکل قبيلة .