تعد تنمية المناطق غير الرسمية (العشوائية) وتعزيز سبل معيشة بديلة بها لتلبية احتياجات سکانها إحدى القضايا الرئيسية التي تواجه الحکومة المصرية. وبناءا على ذلک والى جانب وضع إطار شامل للتنمية، يتبنى هذا البحث فلسفة کيفية استثمار واستغلال الجوانب الإيجابية للمجتمعات غير الرسمية (العشوائية). على الرغم من انتشار المناطق غير الرسمية (العشوائية) في مصر وتنوعها طبقا لموقعها والذي انعکس بدوره على وجود تنوع اجتماعي ثقافي وعمراني بالإضافة إلى التنوع في الاقتصاد المحلى والحرف والصناعات اليدوية، والتي تمثل في مجموعها مقومات للاقتصاد المحلى من جهة ومقومات جاذبة من الجهة الأخرى وفى حالة دعمها يکون لها تأثيرا طرديا على تنشيط الدور السياحي للمناطق غير الرسمية (العشوائية). في هذا السياق، تعتبر السياحة العشوائية المستدامة المحرک الرئيسي للتنمية الحقيقية مع الاخذ في الاعتبار انه ليس نوعا منفصلاً او منعزلا ولکن يجب دمجه مع عمليات أخرى لاکتساب المزيد من المزايا للمجتمعات غير الرسمية.
الغرض من هذه الورقة هو فحص موقف سکان المقابر الشرقية (المملوکية) بالقاهرة التاريخية والسياح الاجانب فيما يتعلق بتفعيل منظومة السياحة العشوائية بها بطريقة مستدامة باعتبارها منطقة غير رسمية (عشوائية) يسکنها الموتى والأحياء معًا، والتعامل معها کمورد متميز اقتصادىا وثقافىا واجتماعىا وروحانىا يجب الحفاظ عليه بکل أنظمته الاجتماعية والمعمارية والبيئية. يعتمد البحث على دراسة حالة، حيث تمت دراسة وتحديد کل مقومات المنطقة والتي تعبر عن المفردات المتاحة للتنمية في کل ما يخص نوعية الطلب السياحي على هذا النمط. ثم إجراء استطلاعات رأي تجريبية للسکان المحليين والسائحين للحصول على نظرة ثاقبة للفرص السياحية فيها. تشير نتائج الدراسة إلى أن سکان المنطقة لديهم نظرة بناءة نحو السياحة العشوائية (المتوسط = 3.25). ثم تختتم الورقة بملخص للنتائج وتوصيات العمل. وتکمن القيمة المضافة من البحث في انه يستکشف کيف يمکن لهذا الحي الجنائزي إيجاد طريقة لربط المنطقة الاثرية والمساکن غير الرسمية (العشوائية) المحيطة بها في نفس الوقت بنتائج رائعة.