في مارس 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا تفشي مرض کوفيد -19 باعتباره وباءً عالميًا، وبناء على ذلک، أعلنت الحکومة المصرية قرار إغلاق المدارس والجامعات ومعاهد التعليم العالي، مع الإبقاء على استمرار العملية التعليمية، وبالتالي أصبح الالتزام بالتعلم عن بعد في المدارس والکليات إلزاميًا لمنع انتشار الفيروس القاتل. من هذا المنطلق، ومن واقع منصبي کمدرس ومحاضر جامعي في قسم الهندسة المعمارية ومکلف بتدريس مادة الإنشاء المعماري ومواد البناء 1 و2، فقد تطلب هذا التغيير المفاجئ على العملية التعليمية إيجاد طرق فعالة لتدريس المواد المکلف بها من خلال التعليم عن بعد. فأصبحت العملية التعليمية تحدياً کبيرا لتحقيق أقصى استفادة للطلاب وتوصيل المعلومة کاملة، وذلک لان الهدف الرئيسي للتعليم المعماري هو الجمع بين المبادئ والفنون الجميلة لتحقيق الأساسيات والمهارات والإبداع (الوظيفة والشکل). لذلک، فإن لا مجال لحدوث أي قصور في العملية التعليمية، لما له من تأثير سلبي مباشر على عملية إعداد الطالب ليصبح معماريا لديه جميع المهارات اللازمة للقيام بوظيفته واستکمال مراحل تعليمه المترتبة على هذه المرحلة، تناقش هذه الورقة تقييم نموذج تشغيلي تم إعداده لدورات تشييد المبانى، ثم فحص هذا النموذج لدورتين متتاليتين لمنهج تشييد المبانى (1 و2) باستخدام منصة التعلم عبر الإنترنت کوسيلة بديلة للتعليم التقليدي، وکذلک تقييم الصفات الإيجابية والسلبية من خلال الدراسة التحليلية باستخدام مؤشرات التعلم الناتج. بالإضافة إلى وضع توصيات مستقبلية من خلال مجموعة من الإجراءات التى يجب اتخاذها في حالة استمرار الية التعليم عن بعد أو التعليم الهجين في مجال الهندسة المعمارية لتحقيق محاکاة تکون الأقرب للتفاعل المباشر بين المحاضر والطلاب لنقل المهارات الاحترافية والإبداعية وربط الشق النظرى بالشق التطبيقى لضمان خريج يحمل مقومات المهندس المعمارى الناجح.