ملخص البحث :
يلاحظ من خلال الدراسات السابقة التي تعرضت لخط السکة الحديد الحجازية عدم تعرض أي من الدارسين لمثل هذا النقش المدون على القضبان ، ولهذا يعد التعرض له من الأهمية بمکان لأنه ينشر لأول مرة ، کما أن المهتمين بهذا الموضوع في الدراسة قد أولوا اهتمامهم نحو النواحي الاقتصادية ، والسياسية ، والعسکرية ، والجغرافية ، والدراسات التاريخية ، وکان الاهتمام بالقاطرات وعربات القطار ، ومحطات التوقف ، والميداليات التذکارية للخط ، وأغفل الدارسين النص المؤرخ لخط سکة حديد الحجاز ، فهذا النص يؤرخ الخط بشکل لا يدع مجالاً للشک في أن السلطان عبد الحميد الثاني هو الذي قام بهذا العمل الضخم وأثبت ذلک من خلال النصوص الکتابية مثل النص محل الدراسة ، وهو ما أغفلته الدراسات السابقة ، وسوف تقوم الدراسة بدراسة هذا النص من خلال الشکل، والمضمون، ثم تأريخ هذه القطعة من القضبان والوقوف على موقعها من الخط الحديدي، والوقوف على الحکمة من تنفيذ مثل هذا النص الکتابي بهذا الجزء من القضبان الحديدية .

وکان الاهتمام بالغاً بخط سکة حديد الحجاز، فأولت الدول الکبري اهتماماً کبيراً لهذا الأمر خاصة انجلترا التي أخذت تراقب هذا الأمر عن کسب، واهتمت الدولة العثمانية کدولة عظمي بإنشاء خطوط السکة الحديد في أراضيها لتيسير مهمة التبادل التجاري والعسکري، ورغبت الدولة العثمانية في تنفيذ هذا الخط الحديدي الحجازي على وجه التحديد لتيسير مهمة الحاج الذي کان يقضي ما يقرب من أربعون يوماً من بلاد الأناضول حتى يصل إلى مکة والمدينة المنورة ليصل بعد إنشاء الخط في غضون ثلاثة أيام فقط، وهو الأمر الذي دفع الناس للتبرع بشکل کبير لإنشاء وإنجاز هذا الخط الحديدي، والذي تخلفت منه القطعة التي نحن بصدد دراستها في هذا البحث .