انطلقت في العصر الحديث العديد من الإتجاهات الفنية الحديثة التي کانت متأثرة بالتقدم والتطور کرد فعل على تفاعل المصمم مع عصره ، ومن هذه الاتجاهات الفنية فن" الأوب آرت" أو ما سٌمى بالفن البصري ، وتعتمد هذه الطريقة على التأثيرات الناتجة عن دراسة الخطوط والتدرج في الألوان والمساحات الهندسية ، وعلى الرؤية البصرية بإحداث صدمات سريعة توحى للعين بتشکيلات وإيحاءات معينة.
وتعتبر مدرسة الخداع البصرى من المدارس الفنية التى لها دور بارز وواضح فى مجال تصميم الأزياء کأسلوب علمى حديث في علاج بعض العيوب الظاهرية الجسمية للمرأة ، فالمظهر الخارجي يعتمد على الملابس أکثر مما يعتمد على حدود الجسم، وهيئة الفرد قد تبدو أصغر أو أکبر من خلال الزي الذى يرتديه ، أي يمکن من خلالها الإيحاء بالحجم أو الطول المرغوب عن طريق توظيف الأشکال والخطوط في تصميم الأزياء.
ومن هذا المنطلق ؛ فإن هذا البحث يهدف إلى توظيف جماليات الخط الهندسي عن طريق الإيهام البصري فى تصميم تنورات (جونلات) يمکن من خلالها إخفاء العيوب الجسمانية للمنطقة السفلية للمرأة ، ولتحقيق هذا الهدف تم تصميم (15) من الأفکار التصميمية لتنورات المرأة باستخدام عنصر الخط الهندسى کأحد عناصر التصميم بأفکار متنوعة ، وتم توظيف هذه التصميمات مع بعض الأنماط الجسمية للمرأة المتسمة بعيوب ظاهرية خاصة بالمنطقة السفلية (الأرداف، البطن، السيقان)، ثم تم إعداد استمارة استبيان لتقييم هذه التصميمات من قبل المتخصصين فى ثلاثة محاور وهي (أسس التصميم – الجانب الجمالى – الإيهام البصري).
وأسفرت النتائج إلى أنه يمکن تحقيق الإبداع التصميمي للخط الهندسي للأفکار التصميمة من خلال توظيف فن الخداع البصرى وتقنياته المتنوعة لتحسين الرؤية البصرية للمرأة لذاتها وشکلها المتناسق کمحاولة لإخفاء بعض العيوب الجسمية الظاهرية ؛ حيث لاقت التصميمات المقترحة درجة قبول ونجاح في ضوء متوسطات تقييم المتخصصين من حيث توافر کل من أسس التصميم والجانب الجمالي والايهام البصرى ، بالإضافة إلى تحقق المعالجة التوظيفية لإخفاء بعض العيوب الجسمانية للنصف السفلى لجسد المرأة .