تتشابه صياغات فنون العمارة في کل من البلاد العربية، لدرجة ان الکثير من مؤرخي الفنون يري ربطهما معا في حضارة واحدة، وذلک لسهولة التأثر والتأثير بفن کلا منهما علي الاخر، ومع تعاقب العصور الاسلامية قد برع الفنانون في فنون العمارة الدينية، حتي وصلوا بها الي ما لم يصل اليه غيرهم من اهل الفن في نطاق حضاري ذو طابع ديني متميز، لأن العمارة الدينية هي انعکاس للعقيدة بکل ما تحويه من معان روحية ومادية، ولذلک امر الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شيخ دولة الامارات العربية المتحدة عام 1998، ببناء مسجدا إسلامياً ضخماً في مدينة أبوظبي، لکي يحافظ علي تأکيد مفاهيم وقيم الثقافة الإسلامية السمحة، ليعکس الرسالة الحقيقية للإسلام، وقد انتهى بناء هذا المسجد في عام 2008 م، حتي اصبح رابع أکبر مسجد في العالم ليطرح ابداعا معماريا فريدا في عصور الحضارة الإسلامية، کما يبدو کانه معرض مفتوح يحتوي علي دلائل مادية انصهرت فيها مکونات الثقافات الإسلامية ذات الطابع الديني المتميز عامة، وفي العقود الإسلامية خاصة بمسجد الشيخ زايد، التي حققت الجانب الوظيفي والجمالي، لتحاکي الإطار الفکري الفلسفي للعقيدة الإسلامية، في مجسمات تشکيلية تجمع بين الکتلة والفراغ، مع مراعاة ربط الأصالة بالمعاصرة، فمن هذا المنطلق نبعت مشکلة البحث التي تتناول تفسير ظاهرة الأبداع في العقود الاسلامية بمسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، حيث تکمن مشکلة البحث في التساؤل التالي: کيف يمکن ان تکون العقود الإسلامية مصدر للأبداع المعماري المعاصر بمسجد الشيخ زايد في أبوظبي؟ ويتناول فرض البحث أن العقود الإسلامية تعد مصدر للأبداع المعماري المعاصر بمسجد الشيخ زايد في أبوظبي، حيث يهدف البحث الي أهمية التواصل بين الثقافات العربية من خلال القاء الضوء علي ظاهرة الابداع في العقود الإسلامية في مسجد الشيخ زايد بأبوظبي، مع الاستفادة منها في مجالي التعبير المجسم والتصميم الداخلي المعاصر، وتقتصر حدود البحث على تحليل العقود کعنصر معماري بمسجد الشيخ زايد في أبوظبي، حيث تتناول منهجية البحث المنهج الوصفي التحليلي في اطار نظري، وتعتمد أهمية البحث علي إبراز جماليات صياغة العقود الإسلامية بمسجد الشيخ زايد في أبوظبي، حتي تحقق التواصل الدائم بين الثقافات العربية، وقد أکدت نتائج البحث علي ان العقود الإسلامية تعد عنصر تشکيلي مجسم يجمع بين الکتلة والفراغ، بالإضافة الي ان العقود الإسلامية بمسجد الشيخ زايد في أبوظبي تعتبر مصدرا للأبداع المعماري المعاصر، ومن اهم توصيات البحث ضرورة الاهتمام بالتواصل الحضاري بين البلاد العربية من خلال المؤتمرات والملتقيات العلمية من اجل الابداع المعماري.