إن معظم عمليات التفکير عند تخطيط الفراغات الداخلية تعتمد على حل المشکلات المعمارية ووضع تصميم للفراغ مع إغفال الجانب المتعلق بالشعور الإيجابي لمستخدم الفراغ مما يؤثر على تلبية احتياجاته وبالتالي تقبله لفراغة الداخلي والاحساس بالانتماء له. فالفراغ الداخلي هو المکان الأساسي الذي يتواجد فيه الانسان بمتوسط 90% من عمره ويضم معظم أنشطته وممارساته. الفراغات الداخلية متنوعة التأثير على الإنسان فهو قد يشعر في بعض الأحيان بالضيق وعدم الارتياح رغم توافر کافة سبل الراحة به، والإنسان غالبا ما يکون غير قادر على تحديد ملامح هذا الشعور فيؤثر عليه بالسلب ويفقده الشعور بالانتماء للمکان لعدم تأکيد الهوية حيث لا يوجد بالفراغ الداخلي تصميمات ذات دلالات ورموز تحاکى ماهية الانسان ومعتقداته، وعلية، فإحساس الإنسان بالارتباط بفراغ ما هو شيء مهم يسعى إليه المصمم.
من هنا تظهر مشکله البحث "کيف يمکن تعزيز الهوية باستخدام عناصر التصميم الداخلي لتحقيق الراحة الإيجابية للإنسان؟" لينعم الانسان بالإقامة في مکان يحتويه ويحقق له ذاته ويعزز من تفکيره وقدرته على الابداع. تکمن اهميه البحث في "حاجة الانسان المعاصر الى فراغات داخلية باعثة للراحة الإيجابية. يهدف البحث الى "الوصول لتصميم داخلي يعزز الشعور الإيجابي بالانتماء لدى الانسان وتحقيق حالة فسيولوجية وسيکولوجيه ومعرفيه وتفاعليه إيجابية للإنسان تؤدى لشعوره بالرضا الحياتي والازدهار داخل الفراغات"، وذلک من خلال دراسة تحليلية للفراغات الداخلية والأسس التصميمية التي تعزز الهوية والوصول لتحقيق الذات والرقى الإنساني . يوصى البحث بضرورة تطويع جميع عناصر التصميم الداخلي ليتلاءم مع هوية شاغلي الفراغ للوصول الى فراغ داخلي ملبى لاحتياجات الفرد مما له عظيم الأثر الإيجابي على الإنسان. نتائج البحث:
1- تصميم الفراغ الداخلي يجب أن يتوافق مع ثقافة الإنسان وهويته حتى تتحقق له الراحة والمتعة داخل مسکنة.
2- الراحة الإيجابية للإنسان وانتماءه للفراغ الداخلي ليست قواعد ثابتة وإنما تختلف باختلاف طبيعة الفرد نفسه وعاداته وتقاليده وبکل ما يرتبط بتأکيد هويته.