إن الحياة داخل مسکن محدود المساحة تعد من أهم المشکلات التي تواجه قاطني تلک الفراغات بسبب عدم تلبية احتياجاتهم المعيشية المتغيرة، مما يتطلب إعادة طريقة التفکير بشکل وظيفي لتوفير أکبر قدر من الاحتياجات الإنسانية داخل الفراغ دون الحاجة إلى تغيير المسکن والانتقال من وحدة سکنية إلى أخرى أکبر في المساحة، وبذلک يمکن التغلب على مشکلة حيازة فراغات سکنية بمساحات کبيرة باهظة الثمن من أجل إشباع رغبات المستخدم وتلبية احتياجاته المتغيرة، ومن هنا تأتي مسئولية المصمم الداخلي نحو إيجاد حلول تصميمية مناسبة لحل هذه المشکلة بما يتناسب مع ثقافة المستخدم في ظل التکنولوجيا الحديثة لتصميم الأثاث.
وفي ظل التطورات التکنولوجية التي شهدتها تصميم المباني السکنية في السنوات القليلة الماضية من خلال استخدام تکنولوجيا الذکاء الاصطناعي والتي أدت إلى ظهور ما يعرف بالمنزل الحاسوبي، والمنزل الرقمي، والمنزل التفاعلي ... إلخ.، تغير بالتبعية المفهوم التقليدي لوحدات الأثاث من مجرد جماد يستخدمه الانسان إلى وحدات قادرة على استشعار المستخدمين والتعرف عليهم والتفاعل معهم لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم.
لذلک کان من الضروري اللجوء إلى فکرة الأثاث الذکي الذي يتفاعل مع کل ما يحيط به مستجيباً للاحتياجات الإنسانية المتغيرة من خلال استخدام الأنظمة الذکية التي ساعدت على توفير الوقت والجهد لأداء المهام المطلوبة في زمن محدد.
والجدير بالذکر ان التغير الحادث في وظيفة وحدة الأثاث لم يکن تغير وظيفي فقط وإنما تبعه تغيراً في الشکل لکي يتناسب مع هذه التکنولوجيا المتطورة، فقد أصبح الاتجاه الاختزالي هو السائد في تصميم الأثاث، حيث أصبحت التصميمات ذات الأشکال الهندسية سهلة التکوين والادراک، بعيدة عن تزاحم العناصر الزخرفية، فالخطوط البسيطة النظيفة " Clean Lines " تتناسب مع تکنولوجيا الکمبيوتر المستخدمة في وحدة الأثاث، وکذلک تتلائم مع خامات التنفيذ والمتمثلة في الخشب والزجاج و المعدن والتي أحدثت طفرة غير مسبوقة في عصر التکنولوجيا.