التغيير هو سمة صاحبت کل ثورة عند قيامها فقد صاحب قيام الثورة الصناعية والثورة التکنولوجية تأثيرات على جوانب الحياة المختلفة الاقتصادية والسياسية، الأدبية، الفنية، والمعمارية. وبحلول عصر المعلومات فقد بدا الأمر أنه هو تمهيدا لقيام ثورة جديدة هي الثورة الرقمية. وهنا شاهدنا حتمية التغيير التي تفرضها قيام الثورات علي مختلف الجوانب الحياتية حيث الفکر والفن والعمارة التي هي واجهة الحضارة والتقدم للمجتمع.
وتتيح العمارة الرقمية الفرصة أماما المصمم لابتکار العديد من التشکيلات المرکبة والمعقدة بمنتهي السهولة باستخدام الحاسب الالي ، کما أنها تعطي له حرية الاختيار وانتقاء الافضل والاکثر مناسبة واختلفت العمارة التي تم ابتکارها رقميا عن العمارة التقليدية ليس فقط في المظهر الخارجي ولکنها خلقت فراغات داخلية أکثر تحررا تتميز بالمرونة والديناميکية والتفاعلية ، مما ساهم في تغير النظرة الجمالية في عصر الثورة الرقمية ، حيث رسمت طريقاً جديداً للجمال خارج إطار المحددات الاکاديمية وحررت الجمال الفني من القيود التي فرضت عليه في السابق ، الامر الذي أضعف الجماليات الکلاسيکية وفسح المجال لظهور نظريات جمالية جديدة. ويعتبر التصميم الرقمي تصميماً ثورياً ليس فقط لاختلاف أشکاله الناتجه عنه ، ولکن إلي قدرته علي اقتراح بدائل تصميمية غير قياسية وتصميمات تبتعد عن التکرار ، حيث تحرر المصمم من الافکار المغلقة حيث الخطوط المستقيمة والزوايا الحادة إلي الخطوط الديناميکية الحرة والايقاع المتغير والمرونة العالية وتفاعل بين البيئة المحيطة من خلال الاستجابة للمؤثرات الخارجية للمبني.
ولان الجمال يشکل جانب مهمما وضروريا في حياة الانسان،کانت مشکلة البحث حول توضيح القيم الجمالية المستحدثة للتشکيل الرقمي و کيفية الاستفادة منها في تطوير مهارات المصمم وقدراته الابداعية ولخلق بيئة تصميمة متوافقة في جميع عناصرها والتي تتمثل في ( الوظيفة والشکل والجمال) .