الفن کيان يرتبط عمره بعمر الإنسان ، ولذلک فهو دائم التغير ليتماشى مع تطور المکونات الثقافية لکل عصر من العصور التى يقدم فيها ، وتأتى التکنولوجيا کعنصر رئيسى فى حدوث الکثير من التحولات التى تؤثر فى جميع المجالات الحياتية على المستوى المفاهيمى والتطبيقى على حد سواء ، وهو ما ألقى بظلاله على الإتجاهات الفنية من خلال إعادة صياغة العديد من المفاهيم الخاصة بالتجربة الفنية والمعايير الجمالية والإتجاه بشکل أکثر فاعلية نحو استخدام وسائط وحلول جديدة تحمل فى طياتها تحول فکرى وتطبيقى ليتماشى مع التطورات العلمية والتکنولوجية المتلاحقة . ويعتبر فن الواقع الإفتراضى من أبرز المصطلحات التى قدمتها فنون الميديا الجديدة کأحد إتجاهات فنون ما بعد الحداثة والتى إستطاعت خلق نوع من تعددية الأبعاد فى العمل الفنى ، حيث استطاعت أن تقدم بيئات تفاعلية تحمل مجموعة من الأبعاد الزمانية والمکانية التى يتفاعل معها ذهن وحواس کلا من الفنان والمتلقى على حد سواء ، فهى توفر للفنان إمکانية الرسم والتصميم باستخدام مجموعة من الأدوات فى الفضاء الرقمى لتقديم تجارب تفاعلية ذات أفکار إبتکارية متنوعة تتيح للمتلقي إمکانية المشارکة والتفاعل مع رسوم وألوان وخطوط مجسمة ثلاثية الأبعاد ، فقد ساهم التطور التکنولوجى بشکل کبير على تنوع واختلاف أساليب ومستويات توظيف الفنان لدرجات التفاعل وإنغماس المشاهد مع الأعمال الفنية خاصة التى تتسم بفکرة التعددية وإختيار صيغة العمل الفنى النهائية من خلال تفاعل المشاهد مع تسلسل الأحداث .
وتتحدد مشکلة البحث فى دراسة متطلبات المصمم الفنان للتفاعل مع أنظمة الواقع الإفتراضى بما تحتوى من أدوات وبرمجيات وأنظمة تشغيل ، وکيف يمکن توظيف تلک الإمکانات التکنولوجية لتطبيق أعمال فنية تفاعلية فى محاولة لتقديم رؤى تشکيلية جديدة .