جاءت مناهج الفنون التّطبيقيّة لتتيح الفرصة للمتعلمين للتمکن من تطوير کفاءاتهم التعليمية وتطويعها، وذلک بالتحکم في الأسس "التشکيلية" و"الحرفية" من خلال فرعيها الفنون التشکيلية وفنون التصميم، وتحسيسهم بجميع أشکال التعبير، وذلک على أساس الممارسة الإدراکية، السمعية والبصرية، واکتساب التقنيات التي تؤهلهم للتحکم في المعطيات الفنية لکي يترجموها إلى لغة جمالية/وظيفيّة تمکنهم من التعبير والإبداع الفنّي.
ولهذا فمن الأولويات في الاختيارات المنهجية، هو التفکير المنطقي في کفاءة اتصالية منظمة حسب قواعد يتوافق فيها طرح المعلومة مع توظيفها . فلعلّ بناء استراتيجية ما – خاصة إن کانت ستمارس في حقل نظري وتطبيقي في آن– قوامه هذا البناء توافق مکونات عدة من آليات عمل ومسار بحث متوازن وهدف مطلوب. تأخذ الفنون التطبيقية شکلاً عملياً تطبيقيا وظيفيا في العملية التعليمية، والمنطق الذي يقوم عليه النظام التعليمي هو مراعاة التوازن بين مختلف البرامج. لکن على اعتبار أن هذا التخصص يتجاوز تقديم الدروس إلى تطويع الموهبة وترجمة الابداع وتطوير المهارات، فکيف يمکننا جمعها وتلقينها عن بعد؟ إنّ التفاعل بين الطالب والأستاذ يعتمد بالأساس التواصل المباشر دون وسائط، فما مدى نجاعة التواصل الغير مباشر في تحقيق الأهداف؟
يعدُّ مجال الفنون التطبيقية إطاراً علمياً وعمليا يمکن الاعتماد عليه في بناء مناهجها ومقرراتها وأنشطتها وأساليب تدريسها. وعليه فالعملية التعليمية تستند على استراتيجيا تعليمية مخصوصة وبيداغوجيا تتوافق مع الاختصاصات المتفرّعة عن الفنون التطبيقية في قسم الفنون والحرف سواء أکان مع الفنون التشکيلية أو التصميم. هذا وتتجه الفنون التّطبيقيّة إلى الاهتمام بالبناء المعرفي والاجتماعي والمهاري للطلاب تبعاً لقدرات کلٍ منهم، مع تقديم حلول لمشکلاتهم الفنية والعملية، تلک التي تواکبها الاتجاهات الجديدة في طرق التدريس وأساليب التعلم والوسائل والوسائط التعليمية والخامات والأدوات والأنشطة.