لقد تزايد الاهتمام بالبيئة وبما تحويه من مشکلات تؤثر سلباً على الأجيال الحالية والقادمة وخاصة فيما يتعلق بمجال الطاقة، ‏مما دعا العالم إلى البحث عن حلول للقضاء على تلک المشکلات وإيجاد قيم مشترکة بين التنمية المستدامة، والطاقة. بحيث ‏يقوم على التوفيق بين مفاهيم التنمية، ترشيد الطاقة، والبيئة الخضراء للوصول إلى الإستدامة البيئية.‏
ولقد اجتهد رواد الإستدامة في العمارة البيئية، والعديد من المنظمات الأکاديمية والمهنية، حول تطوير وسائل تحقيق الإستدامة ‏وتطبيقها على المبانى الحديثة وصولاً إلى مفهوم العمارة المستدامة.‏
ولقد أدى هذا إلى تطور النظرة المجتمعية نحو البيئة الداخلية والخارجية للمنازل المصرية، وإنطلاقا من کونها منشآت معمارية ‏بغرض السکن فقط، لتطويرها إلى کيانات ذات مسؤولية بيئية واقتصادية وإجتماعية، وهذا ما يتطلب تطويرا أعمق لدور ‏الدراسات نحو تحديد عناصر ومفردات تحسين البيئة من الجانب التصميمي والإقتصادي والإجتماعي للمبانى الموفرة للطاقة.‏
ولقد أدى تفاعل الانسان مع المکونات البيئية إلى إستنزاف مواردها الطبيعية، ونظراً للتطور الهائل فى تکنولوجيا المعلومات ‏وتغير مفاهيم المکان والزمان والعلاقات الإنسانية لذلک أصبح من الضرورى تطوير مفاهيم العمارة وفقاً للتغيرات المستقبلية ‏المتوقعة کما حدث بعصر الحداثة وفترة مابعد الحداثة وصولاً إلى الحداثة الفائقة، والتفکير المستقبلى في التصميمات البيئية ‏المستدامة.‏
وبتطبيق مفاهيم العمارة المستدامة من خلال الممارسات التصميمية في صناعة البناء لا يمکن أن يتم إلاعن طريق المصممين ‏المؤهلين في هذا المجال، وهو ما سيقود إلى إيجاد الحلول الملائمة للمشاکل البيئية والاقتصادية والوظيفية‎.‎
ولقد ارتبط مفهوم التصميم البيئي باستغلال مکونات البيئة الطبيعية والجغرافية للحصول على الطاقة اللازمة ولتوفير بيئة ‏مريحة للسکن مع حماية البيئة والحفاظ على خصائصها الطبيعية واللجوء إلى مصادر جديدة للطاقة.‏
ويعتبر المسکن التقليدي مثالا جيدا لتطبيق مفاهيم التصميم المستدام من حيث المبدأ التصميمي ومواد البناء والمعالجات ‏البيئية، حيث اعتمدت على استغلال مصادر الطاقة الطبيعية کالشمس، الرياح، طبوغرافية الموقع، لتوفير بيئة داخلية مريحة، ‏ولمواءمتها مع القيم الاجتماعية وعادات وتقاليد المجتمع‎.‎