اهمية البحث هى اظهار القيمة البيئية والثقافية والاجتماعية لعمارة المسکن الريفى لمنطقة حوض البحر الابيض المتوسط العربية کتراث اقليمى، حيث مفهوم التراث يجمع قيم جمالية ووظيفية ويتميز بالثبات والاستمرارية معا، لکونه تسجيلا صادقا لثقافة المجتمع ووحدة ملامحه الانسانية والفکرية عبر العصور، وحقيقة مادية فرضت قبولها واحترامها، حيث تُعبّر کلمة Tradition عن جانبين: الجانب الفکرى والجانب المادى.
تناول البحث عمارة الظلShade Architecture بالتحديد وهى المساحات المفتوحة التى تربط الداخل بالخارج مساحات تعبيرية ذات مفهوم محلى تَربط المسکن بالبيئة وتعمل على توزيع الظل والنور لاسلوب البحر المتوسط القاسى، سواء کانت من بناء صلب او تعريشات نباتية لينة، فالمسکن هو النواة لممارسة انشطة حيوية عدة.
تکمُن مشکلة البحث فى تجاهل التراث المعمارى السکنى العربى الريفى لمنطقة حوض البحر الابيض المتوسط فى بناء وتصميم مساکننا، حتى اصبحت مساکننا کأنها عمارة بلا اوراق هوية او بطاقة شخصية، واصبحت توصف بکونها عمارة قاصرة او غريبة انسياقا مع مسمى العولمة التصميمية، مما ادى الى طمس هوية مجتمعاتنا. و يهدف البحث الى محاولة احياء عمارة الظل ومعانى البناء السکنى المتصل بالتقاليد فى المنطقة العربية لحوض البحر المتوسط وارتباطها الوثيق بالطبيعة المحيطة، ويهدف ايضا الى استنباط مقترح معايير معمارية اجتماعية بيئية يساهم فى تصميم مساکن معاصرة مرتبطة بالتراث.
تَعرّض البحث الى مفهوم (البناء العائلى family contracture) کعامل اساسى فى التخطيط ، وکيف ان نمط معيشى واحد انتج انماط سکنية متعددة، وقدّم ثلاث حلول لعلاقة المسکن بالطبيعة المحيطة هى عمارة الظل من بنايات دائمة، من خلال منهج وصفى تحليلى، ثم قام بربط القديم بالحديث بدراسة بعض المنشآت المعاصرة، ثم تم عرض النتائج ومناقشتها حيث تمکن البحث من استنباط مقترح معايير معمارية اجتماعية بيئية هدف البحث، وأکدت النتائج على وجود تکامل (اجتماعى – وظيفى - بيئى) من خلال الفکر التصميمى لمسکن حوض البحر الابيض المتوسط العربى الريفى، والذى حقق معايير التوافق والانفتاح على البيئة المحيطة عن طريق عمارة الظل وعناصرها:(الفناء – الساحة – الحديقة)، ويرى البحث ان الانفتاح على الخارج لا يجب ان ينحصر فى ثقافات بعينها ولکنه مطلب حقيقى لجميع انحاء العالم.