عُرف الإيوان في العمارة الإسلامية واستخدم في الجوامع، والمدارس، والخانات، والخانقاوات، والزوايا وغيرها من المنشآت، وانتشر کوحدة معمارية مکوّنة للضريح في العصر السلجوقي وعصر الإمارات الترکمانية وصار يعرف بمسمى التربة الإيوان، وعلى الرغم من انتشاره الکبير ببلاد الأناضول فإن نماذجه قليلة للغاية - إن لم تکن نادرة – بالعمائر الإسلامية خارج الأناضول، وتکمن أهمية الدراسة في القاء الضوء على هذا النمط من الأضرحة المستقلة ومحاولة تحليل العناصر والوحدات المعمارية والزخرفية التي حظي بها والسمات التي اتسم بها هذا الطراز وميزته عن سائر الطرز والأنماط، بالإضافة لمقارنة النماذج الموجودة بالأناضول مع مثيلتها في مصر والتي ترجع لنفس الفترة، والدراسة معنية بشکل مباشر بالترب الإيوان المستقلة أي تلک التي کان الغرض من بنائها الدفن؛ ذلک أنه توجد عدة أمثلة بالأناضول ومصر وبلاد الشام لإيوانات تشکل جزءا من منشآت ضخمة استغل فيها الإيوان ليکون مدفن، وتخطيط التربة الإيوان عبارة عن مساحة مستطيلة تُشکل إيوانا مغلقا من الثلاث جهات ومفتوح غالباً من الجهة الشمالية بعقد ضخم، يطلق على هذه المساحة حجرة الزيارة أو حجرة الضريح، يقع أسفل منها حجرة الدفن المعروفة بين الأتراک بحجرة الموميالق، ويتم الدخول إليها من فتحة باب بسيطة أسفل السلم المزدوج المؤدي إلى الإيوان، وعلى الرغم من بساطة تخطيط هذا النوع من الأضرحة إلا أنه يعتبر من أشهر تخطيطات العمارة الجنائزية، وتتضمن الدراسة ستة نماذج من الترب الإيوان بالأناضول بالإضافة إلى القاء الضوء والإشارة إلى عدة نماذج أخرى وعمل حصر بالترب الإيوان الموجودة بمدن الأناضول المختلفة في العصر السلجوقي وفترة حکم الإمارات الترکمانية، کما يتضمن البحث دراسة للعناصر المعمارية والزخرفية التي وجدت بالأمثلة موضع الدراسة، ملحقاً بالبحث جدول بالترب الإيوان التي لازالت قائمة بالأناضول وخريطتين توضيحيتين ومجموعة من التخطيطات واللوحات والأشکال.