اصبحت القيم المادية في المرتبة الأولي عند معظم أفراد المجتمع المصري وقد يرجع ذلک لمحاولتهم إشباع بعض احتياجاتهم من خلال امتلاکهم للأشياء. وقد استطاعت العديد من المؤسسات الاستفادة من هذا التوجه کوسيلة بيعيه، بل واستغلت فکره حب الفرد لذاته – الأنا – واستطاعت تسمية وربط بعض المنتجات بالذات. وقد انتشر في السنوات الأخيرة مفهوم المسئولية المؤسسية وهي "المساهمات والالتزامات المادية والمعنوية التي تقوم بها المؤسسة تطوعاً واستجابة منها لبعض احتياجات وتوقعات جماهيرها الداخلية والخارجية" . ولأن أغلب المؤسسات تعتمد على الوسيلة الإعلانية للإعلان عن منتجاتها، أو خدماتها، أو أفکارها، فتمثلت أهمية البحث في محاولة إضافة القيم الجوهرية في تصميم الحملات الإعلانية والاستفادة من ذلک کنوع من أنواع التوعية الاجتماعية هذا بجانب تحقيق الأهداف الاتصالية للمُعِلن. والقيم الجوهرية تمثل قيمة أو معني الشيء في حد ذاته، وهي القيم الأساسية الإنسانية النابعة من الفرد نفسه وتتسم بأنها غير مثمنه حيث تهدف هذه القيم إلى مصلحة الإنسان . ويهدف البحث إلى وضع استراتيجية تساعد مصممي الحملات الإعلانية استخدام القيم الجوهرية التي تضم القيم الاجتماعية، والقيم الثقافية، والقيم البيئية، والقيم الشخصية في تصميم الحملات الإعلانية محاوله بذلک تحقيق اولاً أهداف المُعِلن، وثانياً خدمة المؤسسة للمجتمع والمحافظة على الإطار الأخلاقي لها مع نشر التوعية الاجتماعية التي تتناسب مع أهداف المؤسسة للمتلقي المستهدف. ويتبع البحث المنهج الوصفي متبوعاً بدراسة تحليلية لوصف وتحليل الحملات الإعلانية لشرکات الاتصال المصرية (فودافون، اورانج، اتصالات، وي) کشرکات تنافسية تقدم نفس الخدمات وتحاول جذب المتلقي المستهدف لتحقيق أهدافها الاتصالية. وقد تم اختيار العينة التحليلية وهي الحملات الإعلانية لهذه المؤسسات التي تم اذاعتها في شهر رمضان ٢٠١٨، حيث أنه شهر له قيمته الاجتماعية والدينية لدي المتلقين فهو يعد موسماً تستعد له المؤسسات بالحملات الإعلانية کل عام. وسوف يتم رصد القيم الجوهرية المستخدمة في هذه الحملات وصولاً بذلک لوضع استراتيجية لاستخدام القيم الجوهرية محققه بذلک بُعد التوعية الاجتماعية والأهداف الاتصالية للمُعِلن. هذا بالإضافة إلى توزيع استبيان على عينة تمثل الأکاديميين في مجالي الإعلام وتصميم الإعلان للتحقق من نتائج الدراسة التحليلية.