يتعايش الإنسان مع مجموعة من الکتل الفراغية الداخلية والحيزات الفراغية الخارجية والتى يقوم المصمم بصياغتها طبقاً للعديد من الإعتبارات عند جمع العناصر وتجهيز کل ما تحتاجه من معالجة وقياس وتعديل, وإعتماداً على الأفکار والخبرات التراکمية بهدف انتاج شئ جديد ومميز يؤدى مهامه ويلبى الهدف من تصميمه .
وعندما نتناول الجانب الظاهرى للتصميم فإننا بصدد التواصل مع علم المورفولوجى المختص بدراسة بنية الأشکال وعلاقتها بالکائنات الحية والظواهر الطبيعية والنباتات بالإضافة إلى الأشکال والعلاقات الهندسية قديماً وحديثاً, وذلک بواسطة مجموعة الأشکال الأساسية التى تتشارک مع بعضها لإنشاء التکوينات التى تشغل حيزا من الفراغ مکونة فى مرحلتها الأولى مساحات تتحول فى مرحلة تالية لها إلى حجوم يتم عن طريقها إدراک التشکيل المجسم للتصميم.
ويمکننا بذلک الاستفادة بمورفولوجى البناء والإختزال والذى يحوى فى مضمونه ماهية التکوين الشکلى من وجهة النظر الفلسفية لوضع حلول لإشکالية صياغة التکوين الشکلى للحالة الفکرية للتصميم لخلق بيئة تصميمية يتعايش معها الفرد فى حالة من الاستقرار والإشباع الوظيفى والجمالى والنفسى ,مع إمکانية إستفادة التصميم الداخلى فى تکوينه الشکلى الذى يخدم الأهداف الوظيفية.
التصميم الداخلي عبارة عن دراسة الفراغات والحيزات ووضع الحلول المناسبة للعناصر المکونة لها وتهيئتها لتأدية وظيفتها بکفاءة مع متطلبات الفرد المتعايش مع البيئة التصميمية للوصول إلى حالة من الراحة والاستقرار النفسي والابتهاج , فالوظيفة هي المصدر الرئيسي للفکرة التصميمية والتي يتحدد بناء عليها الشکل النهائي والطبيعة البنائية للتصميم ککل. وتعد الکتلة الفراغية هى لوحة تشکيلية تنسج خيوطها من کافة العناصر التشکيلية التى تتکون منها اللوحة الفنية ومن خلال عناصر وملحقات الکتلة الفراغية والتى تتکون بدورها من خطوط ومساحات وأشکال،تتضح وتتجسد من خلال الوظيفة لتحوز القبول بالصياغة الجمالية. وبالتمعن لفسفة نکوين الشکل نجدها تعتمد على مبدئى الأنشاء من خلال البناء والإضافة فى الفراغ طبقة تلو الأخرى أو من خلال کتلة فعلية يتم الحذف منها واختزال الأجزاء الغير مرغوبة فى الشکل النهائى .